في حديث خاص لشبكة شام نيوز على أثير إذاعة ميلودي إف إم، قدم الخبير في القانون الدولي الأستاذ نعيم أقبيق رأيه حول سلسلة من القضايا الشائكة التي تهم المنطقة والعالم. تناول أقبيق موضوع رد حزب الله على اغتيال أحد قادته، مؤكداً على صدق الحزب في وعوده ولكنه أشار إلى أن هناك جوانب لا يدركها كثيرون بشأن التصعيد العسكري. أشار إلى أن القوى العظمى لا ترغب في إشعال حرب كبرى نظرا للتوازن النووي العالمي الحالي، مضيفاً أن الضربات النفسية هي الأكثر فاعلية في هذه المرحلة، حيث جعلت الإسرائيليين يلجأون إلى الملاجئ لأيام طويلة.
من ناحية أخرى، أوضح أقبيق أن تعقيد المشهد الدولي يمنع حدوث حرب إقليمية كبرى، نظرا لتداخل الملفات والأحداث على الساحة العالمية. ربط الخبير القانوني الأزمة الحالية بما يحدث في أوكرانيا، مؤكدا أن الملفات الدولية مترابطة وأنه من الصعب حل أزمة معينة دون النظر إلى باقي الأزمات.
أقبيق تناول بالشرح التاريخي كيف أن العلاقات الدولية تطورت منذ مؤتمر فيينا في عام 1814 حتى الوقت الراهن، مشيرا إلى أن النظام الدولي الحالي مختل، ولا توجد توازنات حقيقية بين القوى الكبرى. وعبر عن تفاؤله بإمكانية ولادة نظام عالمي جديد، تساهم فيه دول نووية مثل روسيا والصين والهند في إعادة التوازن المفقود.
وعن فشل المفاوضات بين حماس وكيان الاحتلال، أشار أقبيق إلى أن الولايات المتحدة لم تنته من انتخاباتها بعد، وأن الملف الفلسطيني مرتبط بتحولات سياسية أكبر. تحدث عن وجود اليورانيوم والغاز في غزة كعامل إضافي يزيد من تعقيد الموقف، مشيرا إلى أن خطط إنشاء قناة بن غوريون ستواجه مقاومة من مصر، مما يهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة.
كما تناول الخبير القانوني اتفاقية نيويورك لعام 1979، مشيرا إلى أن المفاوضات الجارية بشأن الرهائن تستند إلى أطر قانونية دولية معقدة. أوضح أن غزة كانت أكبر مساحة وفق اتفاقية الهدنة عام 1949، متسائلا عن كيفية محاسبتها اليوم على مساحة أصغر بكثير.
من خلال تحليل الاتفاقيات الدولية، قدم أقبيق رؤية شاملة لقانونية المقاومة الفلسطينية، مبرزا أن محكمة العدل الدولية قد أصدرت قرارات حول جدار الفصل العنصري الذي اعتبرته مقاما على أراض محتلة. أشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تتسم بقدرة كبيرة على الصمود، مستدلا بالآيات القرآنية التي تبشرهم بالانتصار على بني إسرائيل.
أقبيق تحدث عن دور المرأة الفلسطينية في النضال، مشيرا إلى أنها كتبت تاريخ العروبة من جديد، مستذركا ما فعلته النساء خلال انتفاضة الحجارة عام 1987. وتناول موضوع المفاوضات، مبرزا مهارة الجانب الإسرائيلي في المماطلة والابتعاد عن جوهر القضايا.
عند الحديث عن دور نتنياهو في المفاوضات، انتقد أقبيق بشدة تكتيكاته التفاوضية، معتبرا إياه مجرما يأخذ رهائن من الضفة الغربية بشكل يخالف القانون الدولي. وأوضح أن اتفاقيات جنيف تجيز للمقاومة حمل السلاح، مشيرا إلى أن القانون الدولي لا يزال عاجزا عن تفعيل حقوق الشعوب بشكل كامل.
وفيما يتعلق بالسيطرة الأمريكية على القانون الدولي، أكد أقبيق أن النظام الدولي يختلف عن القانون الدولي، وأن الولايات المتحدة تسعى دائما لتهميش القانون الدولي عندما يتعارض مع مصالحها.
عند التطرق لمسألة الرد الإيراني المحتمل على اعتداءات إسرائيل، استند أقبيق إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تعطي الحق للدول في الدفاع عن نفسها ضد العدوان، مشيرا إلى أن إيران، كحليف لحزب الله، لها الحق القانوني في الرد.
أخيرا، أكد أقبيق على ضرورة تشكيل حكومة منفى فلسطينية للتفاوض بشكل أفضل على الحقوق الفلسطينية، مشددا على أن النظام الدولي القائم على الظلم لا يمكن أن يصمد أمام العدالة والشرعية الدولية. وأشار إلى أهمية إعادة قراءة الاتفاقيات الدولية وتشكيل فريق قانوني عربي لمواجهة الخروقات القانونية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين.