اختتم فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة ورشة عمل تدريبية حول مهارات التواصل والمشاركة المجتمعية.
وذكر رئيس مجلس إدارة الفرع علي منصور أن هذه الورشة أقيمت بدعم من منظمة “يونيسيف”، وشارك فيها 40 شخصاً من المتطوعين والمجتمع المحلي، وتضمنت محاضرات وتدريبات تهدف إلى تمكين المشاركين المجتمعيين وتزويدهم بمعلومات واضحة حول اللقاحات الروتينية والكوليرا وكيفية إيصالها للمجتمع، مبيناً أن الورشة بشقيها النظري والعملي عملت على الإجابة عن كل التساؤلات التي تخطر على بال الأهل حول اللقاحات، وذلك لأن حصول الطفل على اللقاحات الأولى يمكن أن يسبب الكثير من القلق للوالدين، ولهذا جمعت الورشة الأسئلة الأكثر تكراراً حول هذه العجائب الطبية لتوفر للمشاركين فيها المعلومات اللازمة عن اللقاحات، لكي ينقلوها بدورهم إلى الأهل في مجتمعهم المحلي.. ومن هذه الأسئلة ما اللقاحات، وكيف تعمل، وهل هي آمنة، ولماذا يجب تلقيح الأطفال، وهل سيتحمل الطفل كل هذا الكم من اللقاحات، وما المناعة المجتمعية، وهل يمكن أن يؤدي اللقاح إلى إصابة الطفل الذي يتلقاه بمرض، وما الأمراض التي تمنعها اللقاحات، وهل يمكن تأخير جدول اللقاحات، وما جدول اللقاحات الذي يوصى به؟
وأوضح منصور أن الورشة أكدت للمشاركين أن اللقاحات تحمي الطفل من أمراض خطرة كشلل الأطفال، والحصبة التي يمكن أن تتسبب بانتفاخ الدماغ والعمى، والكزاز الذي يمكن أن يتسبب بانقباضات مؤلمة في العضلات وصعوبة في البلع والتنفس، وخصوصاً لدى المواليد الجدد، كما بينت الورشة أنه إذا حصل عدد كافٍ من الناس على التحصين ضد مرض معين في المجتمع المحلي، فيمكن لهذا المجتمع أن يصل إلى المناعة المجتمعية، وعندما يتحقق ذلك لا يتاح للأمراض أن تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر، لأن معظم الناس محصنون، الأمر الذي يوفر طبقة من الحماية من المرض حتى لأولئك الذين لا يتمكنون من الحصول على لقاح معين كالأطفال الصغار، وشددت الورشة على أن المناعة المجتمعية تحول دون انتشار الأمراض أيضاً، من خلال زيادة صعوبة انتشار المرض، ما يجعل وجوده نادراً بصفة مطردة، وهذا يؤدي أحياناً إلى اختفائه تماماً من المجتمع المحلي.
أما عن الكوليرا، فيضيف منصور: إن الورشة بينت للمشاركين أنها مرض بكتيري عادة ما ينتشر عن طريق الماء الملوث، وتتسبب بالإصابة بإسهال وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجها فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصحاء سابقاً، وأظهرت الورشة أن الكوليرا يمكن علاجها بسهولة، ويمكن الوقاية من الوفاة بسبب الجفاف الشديد عن طريق استخدام محلول “إمهاء” بسيط وغير مكلف، وأشارت إلى أن عدوى الكوليرا تنتج بسبب أحد أنواع البكتيريا يسمى ضمة الكوليرا، وتنتج الآثار المميتة للمرض بسبب السم الذي تفرزه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، ما يدفع الجسم إلى إفراز كميات هائلة من الماء، ما يتسبب بحدوث إسهال وفقدان سريع للسوائل والأملاح (الكهارل)، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأعراض خطرة مثل تقلصات مؤلمة في العضلات تنتج عن الفقدان السريع للأملاح مثل الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم، إلا أن الصدمة هي أحد مضاعفات الجفاف الأكثر خطراً، وهي تحدث حين يتسبب انخفاض كمية الدم بانخفاض ضغط الدم وكمية الأوكسجين في الجسم، وفي حال عدم المعالجة يمكن أن يؤدي ذلك إلى الوفاة.