أكد العميد المتقاعد والمحلل السياسي هيثم حسون في حديث مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم أن الولايات المتحدة تواجه تهديداً حقيقياً في المرحلة الراهنة، وذلك نتيجة صعود قوى دولية تسعى إلى التخلص من الهيمنة الأمريكية. هذه القوى متوزعة في آسيا وأوروبا، مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى القوى التي تقاوم العدوان الأمريكي والصهيوني في منطقتنا. وأشار حسون إلى أن واشنطن كانت تعتمد في مراحل سابقة على المواجهة المباشرة، سواء عبر الغزو العسكري أو قلب الأنظمة بطرق استخباراتية، إلا أن هذه الأساليب لم تعد مجدية في أماكن عديدة. ولهذا، لجأت الولايات المتحدة إلى استراتيجية جديدة تُعرف بـ”الجيل الرابع من الحروب”، وهي تهدف إلى إسقاط الدول من الداخل كما حدث في الربيع العربي.
فيما يتعلق بالموقف الأمريكي من حزب الله، أوضح حسون أن إدارة بايدن لا تسعى إلى حرب شاملة مع الحزب، بل تفضل توتير الأوضاع عالمياً دون مواجهة عسكرية مباشرة، خصوصاً مع تغيُّر ميزان القوى. وأضاف أن المقاومة، على الرغم من قدرتها الاستطلاعية والقتالية، تواجه ضغوطاً تجعل قراراتها محكومة بضوابط معينة، منها الوضع الداخلي في لبنان والتوازنات الإقليمية، حيث تحاول بعض القوى التركيز على أن المقاومة تستدرج لبنان إلى مواجهة ليست في صالحه.
حسون أشار أيضاً إلى الفارق الكبير بين إمكانيات التدمير التي يملكها الكيان الصهيوني وما تمتلكه المقاومة. وأوضح أن إسرائيل، التي لا تميز بين مدني وعسكري في قصفها، تحاول الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة لإجبارها على الاستجابة للشروط الأمريكية والإسرائيلية. كما اعتبر حسون أن الولايات المتحدة شريك مباشر في كل الجرائم التي يرتكبها الكيان، وأن العلاقة بين الطرفين هي علاقة “صاحب الأمر والأجير”.
وحول الدعم الذي تتلقاه المقاومة، شدد حسون على أن الدعم يأتي بشكل رئيسي من إيران وسوريا، إلى جانب دعم غير مباشر من الصين وروسيا. كما أشار إلى وجود أطراف عربية تقدم دعماً خجولاً بسبب الخوف من العواقب الأمريكية.
فيما يتعلق بسير العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني، أوضح حسون أن النفس الطويل الذي تتحلى به المقاومة يختلف عن النفس القصير للعدو. رغم أن الولايات المتحدة لا تزال الأقوى عسكرياً واقتصادياً على مستوى العالم، إلا أنها فشلت في كل مواجهاتها مع حركات المقاومة. ومع ذلك، تواصل الولايات المتحدة إدارة العمليات في عدة ساحات، بما في ذلك أوكرانيا، حيث استدرجت أوروبا إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
في الختام، أشار حسون إلى أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني فشلا في تحقيق الأهداف المعلنة في غزة، رغم حجم الدمار والقتل. وأكد أن الكيان غير قادر على تحقيق أهدافه في لبنان، بما في ذلك فصل الجبهات وعودة المستوطنين إلى الشمال.