الناتو يدفع أوكرانيا لقصف عمق الأراضي الروسية واستهداف المحطات النووية والمنشآت الصناعية والمطارات، وروسيا ترد باعتماد عقيدة نووية جديدة تسمح لها بالرد باستخدام السلاح النووي.
فرضت تطورات الحرب في أوكرانيا وتزويدها من قبل الغرب بأسلحة وصواريخ بعيدة المدى تحديات حقيقية أمام القيادة الروسية، التي أقدمت على خطوات عملية وعدّلت عقيدتها النووية بعد إعلان الناتو وما يسمى مجلس الناتو – أوكرانيا عن تقديم دعم مستمر لنظام كييف لبناء قوة قادرة على هزيمة روسيا وتقسيمها وعزلها.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن التعديلات خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي، وأكد إحداث تغييرات في سياسة الدولة للردع النووي وافترض شروطًا جديدة لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.
وأهم التعديلات في عقيدة روسيا النووية تمثلت بقرار الرئيس بوتين القاضي بالرد باستخدام السلاح النووي على العدوان على روسيا من قبل أي دولة غير نووية بدعم من دولة نووية، في إشارة إلى الدول الغربية النووية التي تدعم أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى.
التعديلات التي أقرها مجلس الأمن القومي الروسي تزامنت مع اجتماعات الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة في نيويورك، والتي فشلت واشنطن وحليفاتها في تحويلها إلى منبر لمهاجمة روسيا والاحتفال بمشاركة الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وإعطائه المساحة الكافية للتحرك داخل اجتماعات الجمعية العامة لتسويق نظامه ومهاجمة روسيا. كما جاءت التعديلات في العقيدة النووية الروسية بعد سلسلة من التحذيرات التي أطلقتها روسيا من خطورة تمادي نظام كييف في استهداف الأراضي الروسية.
حالة من الرعب والخوف سيطرت على الدول الغربية فور الإعلان عن العقيدة النووية الروسية الجديدة، عكستها تصريحات المسؤولين الغربيين السياسيين والعسكريين.
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اعتبر أن تعديل العقيدة النووية الروسية هدفه إخافة أوكرانيا والدول الغربية الداعمة لها. فيما زعم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن قرار روسيا تعديل عقيدتها النووية قرار غير مسؤول وستكون له نتائج وخيمة.
وكشفت تصريحات المسؤولين الغربيين المخاوف الكبيرة من استخدام روسيا للسلاح النووي طالما أن الولايات المتحدة مصممة على تزويد نظام كييف بصواريخ أتاكامس بمديات جديدة تصل إلى 300 كم وعلى منظومة صواريخ ستورم شادو التي يصل مداها إلى 560 كم، مع العلم أن واشنطن زودت أوكرانيا بهذه الصواريخ بمديات أقل بكثير مع وعود بتزويد نظام كييف بهذه المنظومات. وهذا يعني أن تتمكن القوات الأوكرانية من قصف المحطات النووية ومخازن الأسلحة الروسية.
مع أن روسيا تستطيع قصف أبعد نقطة في أوكرانيا بأسلحة تقليدية، إلا أنها لا تزال تلتزم بخوض حرب نظيفة على الجبهات في كورسك والدونباس.
عدا عن ذلك، فإن الولايات المتحدة تستعد لتزويد نظام كييف بصواريخ جو-أرض، والتي يمكن إطلاقها من طائرات إف 16 بمدى يبلغ 360 كم، وذلك لاستهداف المطارات الروسية.
ومع أن تزويد أوكرانيا بأسلحة غربية لن يغير من طبيعة المعركة ونتائجها، لأن تفوق السلاح الروسي والجيش الروسي في كل الجبهات والمعارك واضح وضوح الشمس، حيث لا قبل للسلاح الغربي بمواجهة الأسلحة الروسية والقوات الجوفضائية الروسية.
التصعيد الغربي ضد روسيا، والذي يهدف إلى تشجيع أوكرانيا على المضي في حربها ضد روسيا ودفعها لقصف المنشآت الصناعية والمطارات والمحطات النووية الروسية، يعطي الحق لروسيا باستخدام السلاح النووي وفق العقيدة النووية الجديدة.