في حديثه لإذاعة ميلودي إف إم عبر شبكة شام نيوز إنفو، تناول الأستاذ مهند الحاج علي تصاعد التوترات في المنطقة، مشيراً إلى التحشيد العسكري الأمريكي ومحاولات فرض شروط إسرائيلية على المقاومة. الحاج علي أكد أن المقاومة ليست مضطرة للقبول بتلك الإملاءات، مشيراً إلى التصريحات التي أعقبت اغتيال يحيى السنوار حيث قال خليل الحية إن الإفراج عن الأسرى لن يتم إلا عبر عملية تفاوض ووقف إطلاق نار، مؤكداً على تمسك المقاومة بموقفها.
وأشار الحاج علي إلى موقف حزب الله الذي فوّض رئيس مجلس النواب نبيه بري للتعامل مع هذه الضغوطات، مؤكداً أن المقاومة تتخذ موقفاً ميدانياً قوياً ولا تنوي تقديم تنازلات رغم التوترات. كما أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعيش ما يصفه بنشوة الانتصار بعد اغتيال قيادات المقاومة وتدمير البنية التحتية في غزة وجنوب لبنان، يحاول استغلال الوضع لفرض شروطه. وأوضح أن تلك الشروط تتضمن تعديلات على القرار الأممي 1701، وتتطلع لإخراج حزب الله من المعادلة السياسية اللبنانية، بالإضافة إلى إنشاء “ميليشيات لحد” جديدة في الجنوب، لضمان عدم بقاء المقاومة هناك.
وأضاف الحاج علي أن المقاومة أثبتت قدرتها على الحفاظ على التوازن عبر ضربات نوعية، مثل استهداف منزل نتنياهو بطائرة مسيرة، مؤكداً على التفوق الاستخباراتي للمقاومة وقدرتها على اختراق العمق الإسرائيلي. وأشار إلى الطائرة التي ضربت مركز تدريب في جنوب حيفا، مؤكداً أن ذلك يظهر أن المقاومة لديها عيون وآذان في قلب الكيان الصهيوني.
وحول العجز الإسرائيلي عن تحقيق تقدم ميداني رغم الضربات الجوية، أكد الحاج علي أن المعركة تشكل مفترقاً تاريخياً بالنسبة للكيان الصهيوني، الذي يرى في هذه المعركة مسألة وجودية، أو ما يشبه معركة “هرمجدون” وفق المصطلحات التي يستخدمها نتنياهو. وأكد أن أي وقف لإطلاق النار قد يُعتبر هزيمةً للكيان في ظل عدم تحقيقه لأهدافه الاستراتيجية.
وتطرق الحاج علي إلى العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، متسائلاً عما إذا كانت الولايات المتحدة تسيطر على إسرائيل أم العكس. وأوضح أن نتنياهو يستغل الوضع الداخلي الأمريكي، في ظل حاجة الديمقراطيين والجمهوريين لدعم الجالية اليهودية في الانتخابات. وأشار إلى أن نتنياهو يحاول تحقيق مكاسب عسكرية قبل أي تغيير محتمل في الإدارة الأمريكية، مستغلاً الفراغ السياسي لتحقيق أهدافه.
كما أكد الحاج علي أن هناك أصواتاً داخل الكونغرس الأمريكي بدأت تتساءل حول مدى استمرار الدعم للكيان الصهيوني، خصوصاً في ظل الضربات التي يتعرض لها. وأوضح أن استمرار الدعم العسكري للكيان أصبح موضع تساؤل حتى في الشارع الأمريكي، مما يشير إلى تحول محتمل في الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل.