تحدث الدكتور حسام شعيب في مقابلة مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم عن تعقيدات المشهد الإسرائيلي الداخلي والخارجي في ظل استمرار الحرب. أكد أن الموقف الأمريكي من هذه الحرب، رغم أنه كان يهدف إلى جعلها محدودة، بدأ يتسع ليشمل ساحات جديدة كفلسطين ولبنان، مع احتمال تمددها إلى سوريا في ظل استهدافات متكررة من قبل نتنياهو والكيان الصهيوني.
وأشار الدكتور حسام إلى أن الحرب لم تقتصر فقط على قطاع غزة، بل شملت أيضاً لبنان والضفة الغربية، مما يعكس سقوطاً فعلياً لاتفاق أوسلو ومفهوم السلطة الفلسطينية. كما أوضح أن نتنياهو يحاول تهرباً من المحاكمة الداخلية والتخلي عن منصبه، مستغلاً الكتلة النيابية الداعمة له، والتي تضم مجموعات دينية مثل “الحريديم” التي تتمتع بكافة الحقوق الحكومية دون المشاركة في الخدمة العسكرية، مما يخلق فجوة في العدالة الاجتماعية بين المستوطنين.
وحول العجز الإسرائيلي في تحقيق أي إنجاز عسكري ملموس في الجنوب، خاصة في قطاع غزة، كشف الدكتور حسام عن استخدام تسع طائرات أمريكية للتجسس على القطاع لمدة تجاوزت السنة دون الوصول إلى أي معلومات حاسمة حول قيادات المقاومة. وأكد أن يحيى السنوار كان يقاتل فوق الأرض، مما شكّل صفعة مدوية لنتنياهو وأجهزة استخباراته.
أما فيما يتعلق بالتجنيد، فقد أشار الدكتور حسام إلى أزمة داخلية متفاقمة في إسرائيل، حيث ترفض مجموعات المستوطنين الالتحاق بالخدمة العسكرية، مما يزيد من الضغط على نتنياهو. وأعطى مثالاً على ذلك باستمرار المقاومة في جباليا رغم الحصار الخانق، ما يعكس قدرة المقاومة على التأقلم والردع.
وأكد الدكتور حسام أن الأزمة الإسرائيلية باتت في مرحلة عض الأصابع، حيث يواجه نتنياهو ضغوطاً متزايدة من الجبهات المختلفة، خاصة بعد وصول الطائرات المسيرة التابعة للمقاومة إلى بيت نتنياهو، وهو ما أثار قلقاً كبيراً في الأوساط الإسرائيلية. كما أشار إلى أن تصريحات قيادات حزب الله تدل على استعدادهم لمواصلة المعركة على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، رافضين أي تفاوض على فك الجبهات.
وفيما يتعلق بالتسوية المحتملة، استبعد الدكتور حسام أي إمكانية لحل سياسي في المنطقة في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن إيران وسوريا والعراق قد يستغلون الوضع لصالحهم. وأضاف أن هناك معلومات تؤكد انسحاباً أمريكياً محتملاً من قواعدها في سوريا والعراق في حال عودة ترامب إلى السلطة، ما سيشكل جزءاً من عملية “الوعد الصادق 2”.
أما بالنسبة لعزم إيران على مواجهة إسرائيل، أكد الدكتور حسام أن إيران تستخدم صواريخ فرط صوتية استطاعت اختراق القبة الحديدية، مما أجبر الولايات المتحدة على إرسال بطاريات “ثاد” الدفاعية. وأوضح أن هذه الصواريخ، التي تجاوزت المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، قد تغير معادلة الصراع في المنطقة وتجبر أمريكا على الضغط على إسرائيل للبحث عن حلول سلمية.
ختاماً، أشار الدكتور حسام إلى أن هذه التحولات في ميزان القوى قد تجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في استراتيجياتها، خاصة بعد فشل إسرائيل في تحقيق أي تقدم عسكري ملموس، ما يفتح المجال أمام المقاومة لتسجيل نقاط تراكمية قد تؤدي في النهاية إلى زوال الكيان الصهيوني.