في حديث خاص مع برنامج شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، تطرق عضو مجلس الشعب الأستاذ وليد درويش إلى الأزمة الداخلية في إسرائيل وسياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتحولات التي شهدتها سياسات الولايات المتحدة بين فترتي ولايته الأولى وما يتوقع في حال عودته إلى السلطة.
أوضح درويش بشكل حاسم أن ما يهم سوريا ليس من يتولى الرئاسة الأمريكية، سواء كان فيلا ديمقراطيا أم حمارا جمهوريا، بل السياسات التي تنتهجها واشنطن تجاه المنطقة، مؤكدا أن السياسة الأمريكية تتبع نهجا ثابتا في دعم إسرائيل مهما تغيرت الوجوه في البيت الأبيض. وعلق على عودة ترامب قائلاً إنه نجح في كسب دعم الأمريكيين على أساس مبدأ “مجنون تعرفه أفضل من عاقل لا تعرفه”، لكن الوضع اليوم يختلف عما كان عليه قبل السابع من أكتوبر.
استعرض درويش بعض الأمثلة على تدخلات ترامب السابقة في المنطقة، مشيرًا إلى الضغوط التي مارستها إسرائيل على ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، مؤكدا أن الإسرائيليين نجحوا في استغلال وجوده لتحقيق مصالحهم. ومع ذلك، يرى درويش أن عودة ترامب بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على المنطقة لن تأتي بعقلية “الكوبوي”، لأن الأمور تغيرت بشكل جذري، وأن ترامب قد يجد نفسه مضطرا للجلوس على طاولة المفاوضات مع إيران تحت ضغط الأحداث.
فيما يتعلق بتصاعد التوتر في المنطقة، أشار درويش إلى أن إسرائيل تواجه تحديات اقتصادية كبرى بعد السابع من أكتوبر، بسبب الضربات الموجعة التي تلقتها من المقاومة في فلسطين ولبنان، والتي تضاعفت بعد اغتيال قادة المقاومة مثل السيد حسن نصر الله، وفقا لما يشاع. وأكد درويش أن المقاومة ما زالت تمتلك القدرة على استنزاف العدو الإسرائيلي لسنوات، مشيرا إلى أن تصريحات بعض القادة الإعلاميين في المقاومة تؤكد استعدادهم لمواصلة هذه الحرب لأشهر، بل وربما سنوات.
وحول الصراع الداخلي في إسرائيل، تناول درويش الأزمة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق غالانت، موضحا أن إقالة غالانت جاءت بسبب خلافات حادة داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بسياسات نتنياهو الأحادية. ولفت إلى أن هذه الإقالة تعتبر صفقة لصالح ترامب، حيث أتى نتنياهو بوزير دفاع جديد مقرب من ترامب، مما يعكس ترابط المصالح بين الجانبين.
فيما يتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أكد درويش أن الولايات المتحدة تتبع سياسات إسرائيلية بشكل مطلق، وليس العكس، مشيرا إلى أن النفوذ الصهيوني على الإعلام والمال والسياسة في واشنطن هو ما يحكم المشهد، وأن الدعم الأمريكي لإسرائيل لن يتوقف رغم كل الأزمات.
وحول الدور القطري في الوساطة بين إسرائيل وحماس، اعتبر درويش أن قطر فشلت في جميع ملفات الوساطة التي دخلت فيها، قائلا إلى أنها تتبع سياسة الدفاع عن مصالح إسرائيل بدلا من التوسط الحقيقي. وأكد أن قادة حماس رفضوا الضغوط القطرية لتسليم الأسرى، معتبرين أن المفاوضات بهذا الشكل هي خيانة للمقاومة.
كما شدد درويش على أن المقاومة في لبنان وفلسطين تمتلك اليوم قدرات نوعية تمكنها من التصدي لإسرائيل وحلفائها، مشيرا إلى تقارير أمريكية تؤكد أن بعض القادة العرب طلبوا من إسرائيل تمديد وجودها العسكري حتى العام 2030 لضمان القضاء على المقاومة في المنطقة. وأوضح أن الخيار الوحيد المتبقي لترامب وإسرائيل هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإلا فإن المقاومة ستستمر في استنزافهم حتى النهاية.