في حديث أدلى به المحلل السياسي حسام طالب لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، تناول مخرجات القمة العربية والاسلامية في الرياض التي ركزت على العدوان الاسرائيلي على لبنان وغزة. أشار طالب إلى الموقف السعودي الذي وصفه بأنه لافت وغير معتاد مقارنة بمواقف السعودية السابقة. وأوضح أن البيان الختامي للقمة كان قويا من الناحية الانشائية وقدم موقفا صارما تجاه المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني. ومع ذلك، أبدى طالب تساؤلات حول مدى قدرة هذه القمة على خلق أدوات ضغط فعالة لوقف العدوان وتحقيق حل الدولتين والحد من الاعتداءات الاسرائيلية على دول المنطقة.
طالب أكد أن أهمية هذه القمة تتجلى في الموقف السعودي الفردي الذي جاء كحرب استباقية ضد التطبيع وضد الادارة الامريكية واسرائيل. وأشار إلى أن كلمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كانت واضحة في وصف ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية، كما استخدم مصطلح “الشهداء”، وهو تعبير نادرا ما يستخدم في الخطاب السعودي. هذا الموقف، بحسب طالب، يمثل تصعيدا سعوديا تجاه إسرائيل ويعد رفضا واضحا للتطبيع، مشيرا إلى أن السعودية توقفت عن أي تقدم في هذا المسار بسبب المجازر المستمرة.
وفيما يتعلق بإمكانية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة كقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، أشار طالب إلى أنه حتى مجرد التهديد بسحب السفراء أو تقليص العلاقات قد يكون كافيا لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة. وأكد أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري واللوجستي الذي تتلقاه عبر علاقاتها مع بعض الدول العربية. وأوضح أن إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في عدوانها دون هذا الدعم.
بالانتقال إلى الوضع الميداني، علق طالب على إعلان إسرائيل عن بدء المرحلة الثانية من عدوانها على لبنان. وأشار إلى أن نتنياهو وحكومته يحاولون الهروب إلى الأمام من خلال توسيع دائرة العدوان. ورغم كل المحاولات الاسرائيلية، إلا أنهم فشلوا في تحقيق تقدم ملموس على الأرض، حيث لم يتمكنوا من احتلال قرى متاخمة للحدود مثل مارون الراس، التي أظهرت مقاطع مصورة حديثة إطلاق صواريخ ثقيلة من داخلها باتجاه الداخل الاسرائيلي.
كما تناول طالب الوضع على الجبهة الامامية، موضحا أن المقاومة اللبنانية، وخاصة وحدة “الرضوان”، لم تواجه حتى الآن أي تراجع في قدراتها القتالية رغم كل الضغوط العسكرية. وأكد أن المقاومة اللبنانية تمتلك قدرات متطورة من حيث الاتصالات والرصد والأسلحة، تفوق بكثير ما يتوقعه العدو. وأشار إلى أن أي توغل اسرائيلي أعمق في الأراضي اللبنانية سيواجه بمقاومة شرسة من قوات “الرضوان” و”خيبر”، مما سيجعل أي تقدم اسرائيلي مكلفا للغاية.
واختتم طالب حديثه بالتحذير من مخططات اسرائيلية تهدف إلى تقسيم لبنان وإشعال حرب داخلية، معتبرا أن هذه المخططات تستند إلى دراسات مراكز الأبحاث الاسرائيلية. وأكد أن المقاومة اللبنانية لا تزال قادرة على التصدي لأي محاولات للتمدد الاسرائيلي، وهو ما أثبتته التجارب الأخيرة على الأرض. وأشار إلى أن الاستراتيجية الاسرائيلية القائمة على الضغط العسكري لم تؤتِ أكلها، ما دفع الاحتلال الى إعادة تقييم مواقفه خوفا من استنزاف طويل الأمد.