تتابع موسكو عن كثب تطور الوضع في سوريا بعد انتقال معظم أراضي هذا البلد إلى سيطرة تحالف من الجماعات المسلحة التي تعمل تحت قيادة ما يسمى بقيادة العمليات العسكرية برئاسة أحمد الشرع. ونشير هنا إلى تصريحات ممثلي السلطات الجديدة بشأن عزمهم على المساعدة في إرساء عمل أجهزة الدولة والحفاظ على النظام والأمن وقمع أعمال العناصر الإجرامية بحزم ومنع عمليات القتل خارج نطاق القانون. وقد صرّح السيد الشرع نفسه في مقابلة أجريت معه مؤخراً أنه بعد التغيير الثوري للسلطة كان من الضروري الابتعاد بسرعة عن “أدوات التمرد”، والبدء في بناء دولة تقوم على سيادة القانون والعدالة، مع الأخذ بعين الاعتبار أخطاء الماضي، مع مراعاة مصالح جميع فئات المجتمع السوري.
ومن جانبنا، نعتقد أن الطريق إلى تطبيع مستدام للوضع في الجمهورية العربية السورية يكمن في إطلاق حوار شامل بين السوريين يهدف إلى تحقيق التوافق الوطني وتعزيز عملية شاملة للتسوية السياسية وفقاً للمبادئ الأساسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
نؤكد على أن المسلمين والمسيحيين يعيشون معاً على أراضي الجمهورية العربية السورية منذ قرون عديدة، ودمشق هي مقر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الأرثوذكسي يوحنا العاشر، رأس الكنيسة الأنطاكية التي تربطها علاقة أخوة مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. نأمل أن تبقى سوريا وطناً لجميع مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية.
من المهم بالنسبة لروسيا أن يحدد السوريون أنفسهم مستقبل الجمهورية العربية السورية. ونحن مقتنعون بأن علاقات الصداقة والاحترام المتبادل التي تطورت بين شعبي بلدينا على مدى العقود السابقة ستستمر في التطور بشكل بناء في المستقبل