ازدحام غير مسبوق شهده شارع المولات في مدينتي الدانا وسرمدا بريف إدلب الشمالي منذ اليوم الأول من تحرير حلب.. تجار ومستهلكون اكتظت بهم هذه الشوارع، خاصة في فترة الأعياد، خرج الناس ليتسوقوا بلا قيد يخنقهم أو “أتاوات” تفرض عليهم، كما كان الحال في عهد النظام البائد.
أمام أحد مولات الدانا، وقف تاجر من حلب، ولسان حاله يقول: عانينا كثيراً من ركود اقتصادي كبير، كنا غير قادرين على أن نستورد أو نصدر بسبب التعقيدات الاقتصادية التي كانت تفرض علينا، فضلا عن الضرائب الباهظة وسواها من الإجراءات التي جعلت الكثير من التجار يعزفون عن التجارة.
وأردف: نأمل بعد الانفتاح والتحرر أن يكون بإمكاننا القيام بذلك، فالتأثير كان كبيراً جداً على تجارتنا.
أما جميل، وهو أحد المتسوقين من حلب، فتحدث عن الصعوبات التي كان يعيشها المواطن بشكل عام في ظل تعرضه للابتزاز وغيرها من سبل القهر الاقتصادي في عهد النظام البائد.
وقال: خلال زمن سيطرة عصابات الأسد، كانت الضرائب شاملة ومتنوعة وتصل إلى أضعاف سعر السلعة، الآن نشتري بسعر مقبول، وبجودة أفضل، والأهم شعورنا بما تحقق من انفتاح على أسواق في مثل هاتين المدينتين لطالما كنا نظن أنها تعيش في الظلام، وإذ بها تعيش حياة حرة كريمة.
من جانبه أبدى عدد من أصحاب المحال تفاؤلاً في حديثهم عن الأوضاع في السوق، وقالوا: الإقبال جيد جداً، بل وممتازاً في بعض الأحيان والحركة تصبح أفضل يوماً بعد يوم، الناس تتشجع للمجيء إلى هنا خاصة من حلب، والأسعار كما هو معروف تتبع لحالة الصرف وهو الآن في نزول، ولعل فرحة الناس وهي تتسوق كانت العلامة الفارقة منذ ساعة بدء التحرير.