أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف، في حوار مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أن الجانب الاقتصادي يمثل أهمية كبرى بالنسبة للشعب السوري، خاصة بعد سنوات من المعاناة خلال فترة حكم النظام السابق. وأوضح أن سوريا بدأت خطوات أولى نحو بناء واقع جديد، إلا أن التحديات الاقتصادية ما زالت قائمة بسبب التأثيرات الإقليمية والجغرافية الملتهبة.
أشار الدكتور عمار إلى إمكانية البدء بعمليات إصلاح اقتصادي تدريجية، موضحاً أن الاقتصاد يتأثر بالسياسة وليس العكس. كما ركز على أهمية الشباب في بناء مستقبل سوريا، لافتاً إلى ضرورة تغيير الطموحات التي كانت تقتصر في السابق على الهجرة والخروج من البلاد. وأكد أن النظام السابق كان بمثابة “سارق لسوريا”، حيث استنزف مواردها وترك إرثاً ثقيلاً من الفساد وسوء الإدارة.
تطرق يوسف إلى التحسن الذي طرأ في توفير المشتقات النفطية والمواد الغذائية بعد سقوط النظام، مؤكداً أن الوضع السابق كان يعتمد على استغلال المواطن. وأوضح أن الفارق بين أسعار المواد المدعومة وتلك المتوفرة في السوق السوداء كان يصب في جيوب المتنفذين، مما يعكس حجم الفساد المتجذر. وأضاف أن الضرائب كانت تُجمع دون أن تنعكس على تحسين الخدمات العامة، مشيراً إلى أن معظم الإيرادات كانت تُحوَّل إلى خزينة القصر الرئاسي.
على الصعيد السياسي، شدد يوسف على أن الاستقرار الإقليمي يؤثر بشكل كبير على الحركة الاقتصادية، لكنه دعا إلى استغلال الأوضاع المحيطة لإعادة بناء الاقتصاد السوري. وأكد أن سوريا، رغم الدمار الشامل، تمتلك مقومات قوية للنهوض مجدداً، شريطة وجود إدارة حكيمة ورجال اقتصاد مؤهلين لتحمل المسؤولية.
وأشار إلى أن النظام السابق استغل الموارد الاقتصادية لصالح فئة معينة، مما أدى إلى تفاقم الفقر وانتشار الفساد. وأوضح أن الموظفين كانوا يُجبرون على دفع الرشاوى لضمان استمرارية عملهم، في حين تم تهريب مبالغ ضخمة إلى الخارج. وأضاف أن القيادة الجديدة استطاعت تجنب كارثة كبرى كانت ستغرق البلاد في بحر من الدماء.
فيما يتعلق بالمرحلة القادمة، أشار يوسف إلى ضرورة التركيز على إعادة بناء الاقتصاد واستعادة الثروات المهدورة، مؤكداً أن الفساد السابق تسبب في انهيار اقتصادي كامل. وشدد على أهمية العمل الجماعي وتوفير حلول عملية للتحديات الحالية، بما يضمن استعادة الثقة وبناء مستقبل أفضل للسوريين.
واختتم الدكتور عمار حديثه بالإشارة إلى أن الشعب السوري يمتلك وعياً كبيراً، مما يمكنه من تجاوز المرحلة السابقة وبناء دولة قوية. لكنه حذر من المخاطر التي قد تترتب على إثارة النعرات الطائفية والمناطقية، مؤكداً أن الإدارة الحالية تدرك أهمية الحسم لمعالجة هذه القضايا والحفاظ على الاستقرار.