في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، استعرض الأستاذ بشار النوري رؤيته الشاملة حول التطورات التي شهدتها سوريا خلال الشهر الماضي، بعد سقوط النظام السابق وبدء مرحلة جديدة من تاريخ البلاد. وأكد أن سقوط النظام جاء نتيجة طبيعية لغياب الدولة الحقيقية، حيث اعتبر أن النظام الذي حكم سوريا منذ عام 1963 لم يكن سوى واجهة لكيان هش، يعكس انهياره السريع غياب الأسس القوية لبناء دولة ذات عمق.
أشار النوري إلى أن ما حدث في سوريا لم يكن مجرد ثورة لإسقاط نظام، بل انتصار للوطن بكل طوائفه ومكوناته. وأكد أن الذين قادوا الثورة أتوا من مختلف المناطق السورية، مثل غوطة دمشق ودير الزور وإدلب، وهدفهم الوحيد كان تحرير البلاد وإنقاذها من العقود التي عانت فيها من الظلم والاستبداد.
حول دور الجيش في الأحداث، أشاد النوري بالجيش العربي السوري الذي وقف مع الثورة دون أن يطلق رصاصة واحدة على أي مواطن. وأكد أن النظام السابق لم يكن يمتلك جيشا حقيقيا بل اعتمد على مجموعة من المرتزقة. وشدد على أن الجيش اليوم يمثل وحدة الوطن وثورته، وهو الآن في طليعة القوى التي تعمل على بناء سوريا الجديدة.
مع مرور شهر على استلام الإدارة الجديدة بقيادة السيد أحمد الشرع، أشار النوري إلى أن الوضع الحالي يتطلب صبرا وتضافرا للجهود. وأوضح أن البلاد كانت منهكة على كل المستويات، من انقطاع الكهرباء إلى انهيار الاقتصاد، مشددا على أهمية دعم الإدارة الجديدة التي ورثت إرثا ثقيلا من التحديات.
وأعرب النوري عن تفاؤله بمستقبل سوريا، مشيدا بخطة الإدارة الجديدة لعقد مؤتمر وطني قريبا، والذي سيكون منصة لتشكيل رؤية موحدة لبناء الدولة وإقرار دستور جديد. واعتبر أن الحديث عن استغراق أربع سنوات لتعديل الدستور قد يبدو مبالغا فيه، لكنه دعا إلى منح العملية حقها لضمان دستور يحمي الجميع ويجعل من سوريا نموذجا للوحدة والعدالة.
تطرق النوري إلى الطريقة التي غادر بها بشار الأسد السلطة، معتبرا أن هروبه كان محاولة لتدمير البلاد وإشعال الفوضى. وأكد أن هذه الخطوة كانت تهدف إلى تحويل سوريا إلى نسخة جديدة من ليبيا. وشدد على أن النظام السابق لم يكن ينتمي إلى سوريا إلا بالاسم، وأن الشعب السوري كان على دراية كاملة بظلمه واستبداده.
اختتم النوري حديثه بالتأكيد على أن سوريا بدأت حقبة جديدة من البناء والعمل، معربا عن أمله في أن تصبح البلاد نموذجا يحتذى به في الشرق الأوسط. وأشاد بالإدارة الجديدة وقيادتها الحكيمة، داعيا الجميع إلى دعمها لتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار البلاد. كما دعا إلى تبني دستور يعبر عن روح الوطن ويضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، مؤكدا أن سوريا قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والمضي قدما نحو مستقبل مشرق.