في حديث خاص لبشار النوري لشبكة شام نيوز عبر إذاعة ميلودي إف إم، شدد على أهمية الحوار الوطني الذي يتطلب مشاركة نخبة من المفكرين. وأوضح أن سوريا لم تشهد تجربة حزبية حقيقية، معتبراً أن الأحزاب الموجودة حالياً ليست سوى واجهة تنظيمية. دعا النوري إلى استدعاء رؤساء الوزراء السابقين لمناقشة القضايا الوطنية، مبرزاً تقديره لرئيس الوزراء السابق الجلالي الذي تميز بحكمة واضحة في إدارة المؤسسات.
النوري أشار إلى أن الشعب السوري يعيش مرحلة من الأمل والترقب، خصوصاً مع الهبوط التدريجي في أسعار المواد الغذائية. كما شدد على ضرورة المحاكمة العلنية لأي متورط في فساد أو اعتداء على المواطنين، مقترحاً أن تعرض هذه المحاكمات على شاشة التلفزيون العربي السوري لضمان الشفافية. وتناول حملات التمشيط التي ينفذها الأمن العام، مشيراً إلى وقوع بعض الأخطاء والانتهاكات، إلا أنه نوه بوجود جهود لتصحيح هذه الأخطاء واعتذار العناصر عن تجاوزاتهم. دعا النوري جميع المطلوبين إلى تسليم أنفسهم، مؤكداً أن القانون هو الفيصل الوحيد.
فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، أكد النوري أن المشكلة ليست في الموارد، إذ تمتلك سوريا ما يكفي من القمح والموارد الأخرى، ولكن سوء الإدارة واحتكار الفئات المقربة من النظام السابق أديا إلى الأزمة. وأكد أن الإصلاح الاقتصادي يتطلب خطوات جدية منها دراسة جدوى اقتصادية دقيقة لضمان حياة كريمة للمواطنين. كما دعا إلى دعم الاستثمار وإزالة العقوبات، مشيراً إلى اهتمام دول مثل السعودية وقطر بدعم الاقتصاد السوري.
تحدث النوري أيضاً عن مرحلة إعادة الإعمار، مؤكداً أن الأولوية هي إعادة المهجرين والنازحين إلى وطنهم. وأبرز جهود هيئة الوفاء لسوريا التي ساهمت في بناء وترميم مدارس ومؤسسات تعليمية في المناطق المتضررة. كما أشاد بدور المجتمع الأهلي والتجار ورجال الأعمال في دعم هذه المرحلة، داعياً الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً لتعزيز الإدارة الجديدة والمضي قدماً في إعادة بناء البلاد.
وحول الحراك الدبلوماسي الأخير، أشار النوري إلى أهمية الزيارات العربية والدولية التي تسهم في تعزيز مكانة سوريا ودعمها اقتصادياً وسياسياً. وأكد أن الشعب السوري هو من حرر بلاده، وأن التعاون بين الدول العربية وسوريا يمثل خطوة نحو تحقيق الأمان والاستقرار. كما دعا إلى تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية وتقديم ودائع لدعم الليرة السورية وتحقيق نهضة اقتصادية شاملة.
كما أعرب النوري عن تفاؤله بمستقبل سوريا، مشيراً إلى أن البلاد تمر بمرحلة جديدة من البناء والإصلاح. ودعا إلى بناء كيان دولة متكامل يقوم على فصل السلطات وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وشدد على أهمية الاستفادة من الخبرات الوطنية القديمة والجديدة لتحقيق نهضة شاملة في كافة المجالات.
ختاماً أكد النوري أن سوريا ستنهض بفضل جهود أبنائها وتعاونهم، مشدداً على أهمية المحبة والوفاء كقيم أساسية في بناء الوطن. ووجه دعوة للجميع للعمل يداً بيد لتحقيق مستقبل مشرق لسوريا.