أكد الدكتور حسان سلوم، رئيس تحرير صحيفة “سوريا الغد” الإلكترونية، في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، أن الوضع الاقتصادي في سوريا بحاجة إلى دعم خارجي كبير لإعادة الإعمار. أشار إلى أهمية التعاون بين الدول العربية، التي تمتلك القوة المالية لدعم عملية إعادة الإعمار، وبين تركيا، التي تملك نفوذا سياسيا واسعا في المنطقة. وطرح تساؤلات حول ما إذا كان النفوذ التركي سيعيق الدور المالي العربي في هذا المجال، مشددا على ضرورة التوصل إلى تفاهم جديد يحدد الأدوار بين الأطراف المعنية.
أوضح سلوم أن زيارة الوفد العربي إلى جامعة الدول العربية في سوريا، التي ركزت على ملف إعادة الإعمار، تمثل محاولة لأخذ دور أكبر في المشهد السوري. وأكد أن هناك توازنات يجب تحقيقها بين الشق السياسي الذي تسيطر عليه تركيا وقطر، والشق المالي الذي تديره الدول العربية. شدد على ضرورة إيجاد صيغة جديدة تجمع بين الأطراف لتجاوز العقبات التي تواجه عملية إعادة الإعمار.
أشار سلوم إلى أن المسار العربي يسعى للعودة إلى الساحة السورية بعد سنوات من دعم محاولات التغيير منذ عام 2011. أكد على أهمية إعادة التوازن عبر إدخال القوى السياسية التي نشأت خلال تلك الفترة إلى المعادلة السياسية السورية، مشيرا إلى أن هذه القوى أصبحت غائبة عن الأرض، ما يستدعي إدخالها مجددا في الحوار السياسي لتكون جزءا من عملية التغيير.
وحول المؤتمرات الدولية المتعلقة بالشأن السوري، مثل مؤتمر العقبة في الأردن ومؤتمر الرياض في السعودية، والتحضيرات لعقد مؤتمر ثالث في إيطاليا، أشار سلوم إلى أن هذه المؤتمرات تهدف إلى الضغط على الإدارة الجديدة لربط الأقوال بالأفعال. أكد أن هناك مخاوف دولية من تحويل سوريا إلى نموذج مشابه لأفغانستان بسبب موقعها الاستراتيجي الملتهب، مشيرا إلى أن أوروبا وأمريكا والدول العربية لا يمكن أن تقبل بحدوث ذلك.
فيما يتعلق بالتحولات العسكرية، أكد سلوم أن المواجهة بين تركيا والإدارة السورية الجديدة من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى تبدو حتمية. أوضح أن السيطرة على منطقة شرق الفرات، الغنية بالموارد والمهمة جغرافيا، تعد شرطا أساسيا لإعادة إعمار سوريا. أشار إلى أن تحقيق تفاهم سياسي مع قوات سوريا الديمقراطية يستلزم تقاسم الموارد ضمن نظام سياسي معين، قد يكون فيدراليا أو يقوم على حكم ذاتي مرتبط بالمركز، لكنه شدد على أن قسد لن تتنازل بسهولة عن جزء من استقلاليتها المحلية.
أوضح سلوم أن الدول العربية تسعى للحفاظ على مصالحها في سوريا، لكنها لا ترغب في أن تكون سوريا مجرد حليف سياسي لتركيا. رغم ذلك، أشار إلى أن الوضع العربي لا يزال أضعف من مواجهة النفوذ التركي، ما يعكس الحاجة إلى تفاهمات أوسع بين الجانبين.
وحول الدعم الأمريكي والفرنسي لقوات سوريا الديمقراطية، لفت سلوم إلى أن هناك تفاهمات بين الولايات المتحدة وتركيا حول حدود المعركة مع قسد. أشار إلى أن الإدارة الأمريكية تلعب دورا مهما في تحديد مستقبل سوريا، مؤكدا أن واشنطن لا تعارض تقسيم البلاد بشكل صريح، رغم إعلانها عن دعم وحدة سوريا. أوضح أن المصالح الاقتصادية الأمريكية قد تدفع باتجاه الحفاظ على كيان موحد، لأن إدارة كيانات صغيرة قد تكون أقل كلفة من السيطرة على دولة منقسمة.
اختتم سلوم حديثه بالإشارة إلى ضرورة تجاوز الخطاب السياسي القائم على العروبة الذي يعتبر الأكراد خارج المعادلة. أكد أن الأكراد مواطنون سوريون كانوا وسيظلون جزءا من النسيج الوطني السوري، داعيا إلى تعزيز مفهوم المواطنة كإطار جامع لتجنب الانقسامات التي تهدد وحدة البلاد.