كما تسعى تل أبيب إلى جذب “دروز الجولان”ونظرائهم الموزعين في الجنوب السوري لبناء تحالفات محلية تدعم مصالحها الإقليمية ، أما على الجبهة الكردية فتعتبر هذه الجبهة محور آخر يمكن إسرائيل من تحقيق التوازن لمواجهة إيران و تركيا في نفس الوقت، رغم المخاطر من توتر العلاقة مع أنقرة في حال إقدامها علناً على تنفيذ الخطوة .
المطامع الإسرائيلية في سوريا لا تقف عند هذا الحد، فحسب ، فهي تريد الاستيلاء على الموارد الاستراتيجية في هذه المناطق مثل المياه والطاقة ، إذ تسعى للسيطرة على نهر اليرموك والسدود السورية القريبة من الحدود، وكذلك تتحدث تقارير عن إنشاء مجال نفوذ استخباراتي يمتد إلى عمق 60كيلو متراً داخل الأراضي السورية، هذا يعني أنه يشمل العاصمة دمشق ومطارها.
أما تركيا، فسوريا اليوم تقع فريسة سهلة بيدها، بعد أن سيطر أردوغان على المشهد السوري بدعمه للإدارة الجديدة عن ظهر قلب، لتصبح أنقرة اليوم قادرة على السير بأي اتجاه ، وبالنسبة لإضفاء الشرعية على وجودها فذلك متاح أمامها بالكامل ، وقد تصاعدت تصريحاتها في الفترة الأخيرة بأنها على استعداد للتدخل في سوريا من باب دفن الإرهابيين مع سلاحهم (تقصد الأكراد) ومن باب حماية الأقليات بسبب الانتهاكات والتجاوزات التي تحصل في بعض مناطق الساحل السوري وحمص ( في تناقض غريب بين هدفيها).
أطماع لا يمكن أن تخفى على العقلاء، إسرائيل و تركيا الشريكتان في الخفاء تستفردان في سوريا اليوم وتستغلان حالة الفوضى لتحقيق مكاسب طويلة الأمد ، استراتيجية محفوفة بالمخاطر وتصطدم بواقع شعبي ودولي وإقليمي يرفض تفكيك الدولة السورية ، لكن يبقى مستقبل هذه الطروحات مرهوناً بتطورات المشهد السياسي والعسكري الذي يمكن أن يتغير بأي لحظة و بشكل متسارع ، كما يبقى مرهوناً بمدى قدرة القوى الإقليمية على فرض معادلة جديدة تحافظ على وحدة سوريا و يمنع انزلاقها نحو التقسيم.