عود لا حمد له ، من ” أعماق ” إلى ” البشائر نيوز” تعود داعش إلى الواجهة إعلامياً ، وتهدد وتتوعد الإدارة السورية الجديدة التي تعد بدولة مدنية وتصف أحمد الشرع وفصائله بالمرتدين ، وتعلق على سقوط النظام السابق في تقرير نشرته على منصة إكس وختمته بالقول:
” لو استطعنا أن نحيد عنا مقاتلأً واحداً لفعلنا وجنبنا أنفسنا العناء إلا أن قرءاننا يحتم علينا مقاتلة العالم بلا استثناء وما زدنا أن نقيم شرع ربنا، ولو كنا مخيرين لاخترنا وغيرنا، لو كان ما نتبعه أو نقاتل عليه رأياً لتراجعنا، لو كان هوىً لبدلنا، لو كان دستوراً لعدلنا، لو كان حظاً لساومنا، لو كان نصيباً لرضينا … ولكنه القرآن وهدي نبينا العدنان”.
سنوات عديدة مرت على إعلان القضاء على هذا التنظيم الإرهابي، واليوم يبدأ الحديث عن انتعاشه من جديد وإمكانية تنامي دوره في المستقبل القريب، خاصة بعد تغير المشهد الميداني وخارطة السيطرة الثابتة منذ عام 2020، حيث شوهد من اللحظات الأولى لسقوط النظام أعلاماً لداعش رفعت في مناطق الساحل السوري و أخرى في دمشق، مما أثار تخوفاً من وجود خلايا نائمة لهم بين المدنيين وإمكانية تفعيل نشاطهم الإرهابي في سوريا الجديدة بأي لحظة، كما حذر مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية ” قسد” الشهر الماضي من ظهور نشاط التنظيم الإرهابي للعلن بعد أن تم إحباطه لسنوات، وأشار إلى أنه بات يدخل إلى مناطق سيطرة قواته بعد أن كانت خلاياه مبعثرة ومحاصرة في منطقة البادية السورية مستغلاً حالة الفوضى والفلتان الأمني في البلاد.
في الحقيقة وبحسب بعض المصادر الميدانية التابعة للتحالف الدولي في البادية السورية ، فإن نشاط داعش لم يكن مجمداً مئة في المئة خلال الفترة الماضية، وتهديده بدأ يرتفع من جديد مطلع عام 2024، وبعض الهجمات كان لها صدى إعلامي كبير كونها استهدفت حقل الشاعر للغاز، مما أدى إلى مقتل مدير محطة الغاز في الحقل ، وقد بلغت هجماته خلال عام 2024 على القوات المدعومة من إيران والجيش السوري سابقاً وقوات سوريا الديمقراطية قرابة 700 هجوماً، تركزت معظمها في البادية السورية، وقدّر المصدر عدد عناصر التنظيم في سوريا حوالي 1200 عنصر، موزعين على محافظات الحسكة ودير الزور وحمص، من بينهم 800 عنصر تقريبا في منطقة البادية السورية، ويتوزعون في جبل البشري وجبل العمور ومحيط تدمر والسخنة، بالإضافة إلى شمال دير الزور، كما ينشط قرابة 400 عنصر في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، عدا عن السجون الموجودة ضمن مناطق سيطرة قسد والتي تغص بحوالي 8000 مقاتل إرهابي سابق مع عائلاتهم.
ما يثير المخاوف في هذه المرحلة وخاصة بعد صدور الاحصاءات الأخيرة، أن داعش اليوم قد يكون أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تنفيذ هجمات مركزة وجديدة خاصة أنه سيعتمد على أسلوب الخلايا الأمنية المبعثرة بعد خسارة سيطرته الجغرافية، واليوم الفوضى السورية تساعده بتحقيق مبتغاه مع انتشار الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية والجيوش الأجنبية وخطوط المواجهة، وتصريحات القيادة المركزية الأمريكية العلنية حول تصاعد نشاط “داعش” في 2024 أظهرت جانباً بسيطاً من الحقيقة على مايبدو ، لكن الواقع أخطر بكثير مما توحي به بياناتها. وذلك لأن القيادة المركزية تعتمد في قياس هجمات “داعش” على ادّعاءات التنظيم بالمسؤولية، ولكن كما هو معروف منذ سنوات، فإن التنظيم يتبنى فقط جزءًا بسيطاً من هجماته في سوريا والعراق لإخفاء تعافيه ومنهجيته الجديدة… والدليل ما جاء في أول فيديو نشره التنظيم الإرهابي الأيام الماضية على حسابه على منصة إكس، يؤكد فيه أنه أبعد ما يكون عن الاحتضار… خاصة إذا نجح بإفلات معتقليه من السجون في سوريا الذين سيجددون ويوسعون أهدافهم من سوريا إلى تركيا والعراق ..وصولاً إلى تحريض وتعزيز دور الذئاب المنفردة التي تحمل ذات التفكير لتنفيذ عمليات “افعلها بنفسك” في أوروبا الغربية !!