في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، تناول المحلل السياسي مهند دليقان أمين حزب الإرادة الشعبية عدداً من القضايا السياسية والاجتماعية التي تشغل الساحة السورية في الوقت الراهن. أشار دليقان إلى أن الدعوة لتوحيد القوى الوطنية بمختلف تياراتها القومية والدينية واليسارية تمثل أولوية أساسية للخروج من المرحلة الراهنة. وأكد أن الأحزاب السياسية الموجودة حالياً تحمل إرثاً من الحقبات السابقة، سواء من مرحلة الاستقلال أو من خلال تداخلها مع النظام السابق. كما لفت إلى أن الناس قد تتجه نحو تشكيل تنظيمات وأحزاب جديدة إذا لم تكن الخيارات الحالية مقنعة، مما يعكس حالة حيوية سياسية تحتاج إلى التوجيه لتحقيق أهداف مشتركة.
ركز دليقان على ضرورة الوصول إلى شكل من أشكال الإجماع الوطني والتوافق بين التيارات المختلفة، مشدداً على أهمية الحفاظ على التعددية ضمن أطر تحالفات وطنية. وذكر أمثلة من التاريخ السوري مثل تحالف الخالدان في الخمسينات، الذي جمع شيوعياً ورأسمالياً ضمن أولوية وطنية عليا. وأشار إلى أن أولويات اليوم تستدعي التوحد أمام الأخطار التي تهدد البلاد، مع ضرورة رفع وعي الناس حول أهمية هذا التوحد لتحقيق استقرار مستدام.
تطرق دليقان أيضاً إلى حالة السلم الأهلي السائدة في البلاد، مشيداً بدور الشعب السوري في الحفاظ على هذا السلم رغم التجارب القاسية التي مر بها. أوضح أن الوعي الشعبي لعب دوراً محورياً في تقليل النزاعات وتنظيم الحياة اليومية بشكل تلقائي، مشيراً إلى دور لجان السلم الأهلي في تحقيق هذا الهدوء النسبي.
وحول المبادرات الجديدة المتعلقة بالحوار الوطني، أكد دليقان أن هذه المبادرة ليست مجرد خطوة رسمية بل ضرورة وطنية تشمل كافة القوى السياسية والاجتماعية. ورغم الانتقادات لتأجيل المؤتمر الوطني، أشار دليقان إلى أن ذلك قد يعكس رغبة في التحضير الجيد لضمان تمثيل شامل وعادل. وشدد على أهمية أن يكون التمثيل عابراً للطوائف والقوميات، بحيث يركز على القضايا الوطنية الجامعة بدلاً من الانحياز إلى مكونات بعينها.
فيما يتعلق بالاقتراح بأن تكون الدعوات للحوار فردية وليست موجهة للأحزاب أو التكتلات، أعرب دليقان عن قلقه من أن يؤدي ذلك إلى إقصاء التيارات السياسية، ما قد يؤثر سلباً على مستقبل الحياة السياسية في البلاد. وأكد أن الشرعية الشعبية هي الأساس لأي عملية سياسية ناجحة، مشيراً إلى أهمية العمل بمنطق التجميع والاستماع لكافة الأطراف.
شدد دليقان على أهمية معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية المرتبطة بالمعتقلين والنازحين، معتبراً أن الاهتمام بهذه القضايا يعكس واقعاً جديداً يعبر عن مرحلة انتقالية مكلفة لكنها ضرورية لبناء مستقبل مشرق للبلاد. كما أكد أن الحوار الوطني ينبغي أن يكون عملية مستمرة تأخذ الوقت اللازم لمعالجة القضايا المتراكمة وبناء عقد اجتماعي جديد يعبر عن تطلعات الشعب السوري بأكمله.
اختتم دليقان حديثه بالحديث عن انسحاب حزب الإرادة الشعبية من هيئة التفاوض، مؤكداً أن الهيئة لم تعد تلعب دوراً فعلياً في ظل غياب التفاوض التقليدي وتحول الحاجة إلى حوار وطني شامل. وجدد التأكيد على التمسك بجوهر القرار 2254 كخارطة طريق للانتقال السياسي، لكنه شدد على ضرورة إعادة النظر في آليات التنفيذ بما يتماشى مع الواقع الجديد في البلاد.