الممثل الأبله، عاند وتحدى، بادر باستفزاز الأمن القومي والوطني لروسيا دون حساب عواقب ومخاطر ما يفعله ، تعنت كثيراً ورفض الحوار والتفاوض ، طرق أبواب الغرب وأمريكا مراراً وتكراراً لإنقاذه، دون جدوى فهم فقط جروه إلى هاوية الانضمام إلى حلف الناتو انتهى دورهم هنا… واليوم عاد بعد 3 سنوات على محاولة انتحاره وبلاده إلى طاولة المفاوضات مع روسيا الاتحادية ، لكن هل تعول موسكو على إعلانه الأجوف هذا دون تنفيذ أي خطوات جدية على أرض الواقع؟؟
بعد مرور حوالي 3 سنوات على بدء العملية العسكرية الروسية في دونباس ، تجسد انتصار فولوديمير زيلييسنكي في ساحة المعركة مع روسيا بمقتل أكثر من 31 ألف شخص من جنوده، وخمس مساحة أوكرانيا أصبحت تحت سيطرة القوات الروسية، لم يستطع زيلييسني أن يسترجع شبراً واحداً منها طوال سنوات الحرب رغم محاولته القيام بهجوم مضاد وتحقيق اختراقات في مناطق روسية مثل كورسك.
ورغم محاولاته لاستجداء عطف الغرب الذي فرضت أصلاً عليه روسيا حصاراً تعرض الاقتصاد الأوكراني لانكماش كبير، حيث تقلص بمقدار الثلث في عام 2022. وعلى الرغم من تحسن طفيف في العامين التاليين، ما زال الاقتصاد يمثل أقل من 80% من حجمه قبل الحرب.
التقييمات الدولية الاخيرة التي أجرتها جهات دولية، منها البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة والحكومة الأوكرانية، فضحت هزائم أوكرانيا، حيث كشفت عن أضرار مباشرة خلفتها الحرب بلغت قيمتها أكثر من 152 مليار دولار حتى ديسمبر/كانون الأول 2023. وشملت هذه الأضرار بشكل خاص قطاعات حيوية مثل الإسكان والنقل والتجارة والصناعة والطاقة والزراعة، وبحسب تقديرات البنك الدولي فقط سجل قطاع الطاقة في أوكرانيا تراجعاً ملحوظاً وتأثر بشكل كبير
وبدل أن يعمل زيليينسكي على دعم المفاوضات مع روسيا لإيقاف الحرب فإنه يدفع باتجاه تلقي المزيد من الدعم العسكري والمادي من الاتحاد الأوروبي ليس من أجل الاستمرار في هذا الصراع الذي لن يأتي إلا بهزيمته، بل لسرقة أموال الدعم وتحويلها لحساباته الشخصية، وهنالك الكثير من التسريبات التي تثبت تورطه في هذا الأمر، حتى أن النائب الأوكراني أريتوم دميتروك الذي غادر أوكرانيا بعد أن كشف ألاعيب و تلاعب رئيس بلاده بأرواح الأوكرانيين ، صرح بالقول أن زيليينسكي تمكن من سرقة أكثر مما سرقه جميع الرؤساء الأوكرانيين، حيث يتم نقل عشرات الملايين من الدولارات شهرياً من كل هيئة حكومية إلى مكتب زيليينسكي وجميعها من أموال الحرب وجميعها على حساب أرواح الأوكرانيين
اليوم زيلييسنكي يحاصر نفسه بنفسه ، حتى أنه لا يجد مسرباً واحداً لتصدير الحبوب التي تعد من أهم مصادر الدخل لأوكرانيا، يلف ويدور لإيجاد طرق بديلة لتجاوز الحصار ثم لا يجد مخرجاً إلا أن يجلس على طاولة حوار جدية ويلتزم بالطاولة الروسية لا بأوراق الاتحاد الأوروبي الذي يدفعه نحو الهاوية.
يومياً تتكلف أوكرانيا على الحرب أكثر من 140 مليون دولار أمريكي بحسب تقديرات برلمانية، تواجه مشكلة كبيرة في إيجاد تمويل لتغطية نفقات أخرى، مثل الرواتب العامة ومعاشات التقاعد والبرامج الاجتماعية.
وزارة المالية الأوكرانية اعترفت في نهاية عام 2023، بوصول الدين العام في أوكرانيا إلى 80% من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المقرر أن يبلغ العجز في الميزانية 43.9 مليار دولار في عام 2024. أما السلطات فليس في جعبتها أي حلول سوى عقد المزيد من الآمال على الغرب بتغطية معظم هذا العجز.
صندوق النقد الدولي يذكر أوكرانيا، التي تعد ثالث أكبر دولة مدينة للمؤسسة الدولية، كل فترة بضرورة سداد ديونها، حيث يتعين عليها سداد 2.9 مليار دولار من ديون صندوق النقد الدولي هذا العام وهو ما يمثل 6.4% من إيرادات الميزانية الأوكرانية لهذا العام، وسداد 11.5 مليار دولار أخرى في السنوات السبع المقبلة، بحسب بيانات الصندوق.
في الرابع والعشرين من فبراير 2025 يكون قد مر على هذا الصراع 3 سنوات بالضبط، لم يفعل زيليينسكي فيها أي شيء سوى التخبط والضياع، الغضب الأوكراني على زيليينسكي يتصاعد وسط تخبطه بين الحرب والسلام، وبين الانهيار الاقتصادي وتمويل الحرب، والعشوائية التي اتسمت بها سياسته في تدبير الصراع مع روسيا، أولاً عندما رفض التفاوض مع الرئيس فلاديمير بوتين ما بقي الأخير في السلطة، عبر توقيعه مرسوماً رئاسياً يحظر على نفسه ذلك، وهو ما دفع حينها الكرملين إلى الرد بالقول إن “عمليته العسكرية الخاصة” في أوكرانيا لن تنتهي إذا استبعدت كييف الدخول في محادثات، ولفت إلى أن “التفاوض يتطلب جانبين”.
منذ أيام التقى الرئيس الأوكراني الذي يعتبر غير شرعياً بعد انتهاء ولايته منذ شهور فائتة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويبدو أن الأخير أوعز إليه بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا ، وأعلن زيلينسكي خلال مقابلة عبر قناة «مورغان» على «يوتيوب»، أنه «سيقوم بالتفاوض مع الرئيس فلاديميربوتين إذا كان هذا الإطار الوحيد الذي يمكننا عبره جلب السلام لمواطني أوكرانيا».
هناك عدد من المؤشرات التي دفعت زيليينسكي إعلان نية التفاوض إذا ما تتبعنا مسار الحرب منذ فشل هجومه المضاد، وأولها يقينه التام بأن إمساك روسيا من خاصرتها وإلحاق هزيمة عسكرية بها هو ضرب من الخيال والهذيان بسبب الضربات القاصمة التي باتت توجهها القوات المسلحة الروسية مؤخراً إلى نظيرتها الأوكرانية في عدة جبهات، وكَلَّفتهَا كثيراً من الخسائر في الأرواح والعتاد والذخيرة، بالإضافة إلى مشكلاته الداخلية مع القيادات العسكرية وعجز السلطات الأوكرانية عن
تعبئة نحو 300000 جندي والزج بهم على مختلف الجبهات المكشوفة بالنسبة لروسيا بعد أن فقدت مثل هذا العدد من الجنود، وفق تقارير غربية، وهو ما مكن الرُّوس من إحراز تقدمٍ عسكريٍّ في عدة محاور.
أما السبب الأهم والمحوري، هو أن وجود زيليينسكي بات عبئاً ثقيلاً على حلفائه، فالدول الغربية بدأت تتلكأ في تقديم مزيد من المساعدات وهناك خلافات بين قادتها حول جدوى تغذية الجهد الحربي بمساعدات عسكرية واقتصادية، كما أن الكونغرس الأمريكي رفض الموافقة على تقديم المساعدات إلى أوكرانيا، وهذا ما شكل هاجساً لدى القادة الأوكرانيين مع بدء حلفائهم التخلي عنهم، ليبقى الزعيم الممثل أمام خيار المفاوضات بعد خسارة مناوراته في الوقت الضائع، مفاوضات لا كلمة له فيها سوى الموافقة على شروط موسكو ” الثمانية” …. فما هي ؟؟؟