تعد محافظة حمص إحدى أهم المحافظات السورية المتضررة من الأزمة الطويلة، وفي سياق مساعي الإعمار والتعافي، تبرز المبادرات التشاركية بين السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية كعامل مفصلي في رسم مسار النهوض والاستقرار. وتجسد محافظة حمص مرحلة من التطور والتعاون لتعويض ما فات وإعادة بناء ما تم تهديمه.
تنسيق خدمي
بحضور محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى ورئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري الدكتور حازم بقلة، تم بحث واقع التعاون وكيفية تعزيز الاستجابة للحاجات الملحة في المحافظة، خاصة في قطاع المياه الذي يعاني من تحديات كبيرة، بفعل ضعف البنى التحتية والضغوط المتزايدة على محطة أعالي العاصي. وفضلاً عن ذلك، تم تسليط الضوء على الاحتياج الملح لتطوير خدمات الصرف الصحي والكهرباء والصحة في مختلف أنحاء المحافظة.
مشروع نموذجي
في ضوء الاهتمام بالمناطق المتضررة، تم نقاش إطلاق مشروع تنموي نوعي في منطقة القصير، يستهدف دعم البنية التحتية وتحسين سبل العيش للسكان، مع التركيز على العدالة في توزيع الخدمات وتنشيط الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص عمل للشباب والمهنيين. هذا المشروع يشكل نواة لإعادة الحياة لمنطقة عانت من الدمار والنزوح.
تمثل أهمية هذه المشاريع في أنها تساهم في استعادة ثقة المواطنين، وتحفز عودة النازحين وتساعد في بناء قواعد اقتصادية محلية قوية ومستدامة، وهذا ما يجعل التنمية شريكاً أساسياً في مسار السلام والاستقرار.
نموذج ملهم
تشكل هذه الخطوات نموذجاً ملهماً للتعاون الإيجابي بين القطاعين الرسمي والإنساني، وتظهر القدرة على تحويل التحديات إلى فرص للبناء والنموذجية.
وفي سياق مواصلة هذه الجهود، يصبح من الضروري وضع رؤية استراتيجية طويلة الأمد تشمل استدامة المشاريع وضمان استمراريتها بدعم مجتمعي ومؤسسي واسع.
إن إشراك المجتمع المحلي في مراحل التخطيط والتنفيذ يسهم في تعزيز الشعور بالانتماء، ويضمن نجاح البرامج التنموية. ومع تزايد الحاجة إلى التعافي الاقتصادي والاجتماعي، تظل مثل هذه المشاريع حجر الأساس نحو مستقبل أكثر إشراقاً لمحافظة حمص وسوريا بأكملها.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info