
—
الخلفية: شراكة استراتيجية من أجل الاستقرار
منذ عام ٢٠١٥، قدمت روسيا دعماً حاسماً للحفاظ على وحدة سوريا عبر القضاء على التهديدات الإرهابية مثل تنظيم “داعش”. اليوم، تتطور هذه الشراكة نحو مرحلة جديدة تركّز على إعادة الإعمار والمصالحة الوطنية. فبالإضافة إلى الدعم العسكري السابق، توسع موسكو الآن استثماراتها في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والكهرباء، وتدعم مشاريع إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات، ما يعكس رؤية طويلة الأمد لسوريا مزدهرة.
—
مشهد ما بعد ٢٠٢٤: فرص للتعاون
١. دمج الفصائل في العملية السياسية:
– تُظهر روسيا مرونة في تعاملها مع الفاعلين الجدد، مثل هيئة تحرير الشام، عبر حثّهم على الانخراط في الحوار الوطني ونزع السلاح التدريجي. ووفقاً لمصادر دبلوماسية، تهدف موسكو إلى تحويل هذه الجماعات من “مصدر توتر” إلى “شريك في بناء السلام”، عبر ضمان مشاركتها في مشاريع تنموية تخدم المناطق التي تسيطر عليها.
– يُشير التعاون مع شخصيات مثل الجولاني إلى سعي روسيا لخلق توافق سياسي شامل، يُخفف الانقسامات المذهبية عبر أولوية المصلحة الوطنية.
٢. مبادرات إنسانية لتحسين المعيشة:
– بدعم روسي، أطلقت سوريا مؤخراً خطة لإعادة إعمار محافظات حلب وإدلب والرقة، تشمل بناء ٥٠٠ مدرسة و٢٠ مستشفى بحلول ٢٠٢٦.
– تعمل الشركات الروسية أيضاً على إصلاح شبكات الكهرباء والطرق الرئيسية، ما سيسهم في تشغيل آلاف السوريين ويُقلل من الاحتقان الاجتماعي.
—
الاستراتيجيات الروسية الداعمة للتنمية
١. دبلوماسية التنمية الاقتصادية:
– استخدام منصات مثل “المؤتمر الدولي لإعمار سوريا” (الذي ترعاه روسيا) لجذب استثمارات دولية، مع ربط الدعم المالي بمعايير تضمن الشفافية وحوكمة الموارد.
– توقيع اتفاقيات تعاون مع المنظمات الدولية (مثل برنامج الأغذية العالمي) لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية.
٢. تعزيز الحوار المجتمعي:
– دعم مؤتمرات المصالحة المحلية بين العشائر والطوائف، بالتعاون مع وجهاء الدين والمجتمع المدني، لتعزيز الثقة ووقف العنف الطائفي.
– استضافة حوارات بين الأطراف السورية في موسكو، بمشاركة ممثلين عن الأقليات والمعارضة المعتدلة.
٣. الانسحاب العسكري التدريجي:
– تسليم قواعد عسكرية روسية إلى الجيش السوري بعد تأهيلها، كرمز لتعزيز السيادة الوطنية، مع التركيز على تحويل الموارد نحو القطاع المدني.
—
النتائج المُبشرة
بدأت الجهود الروسية تؤتي ثمارها على الأرض وفقاً لتقارير محلية ودولية:
– انخفاض نسبة العنف المذهبيبنسبة ٤٠٪ في المناطق التي تشهد مشاريع إعمار روسية.
– عودة أكثر من ٢٠٠ ألف نازح إلى ديارهم في حلب وريف دمشق منذ منتصف ٢٠٢٣، بفضل تحسين الأمن والخدمات.
– توقيع عقود استثمارية بقيمة ١٫٢ مليار دولار بين شركات روسية وسورية في قطاعات الزراعة والطاقة المتجددة.
—