الحدود السورية اللبنانية تعود إلى الواجهة من جديد بعد محاولات حثيثة من الجانبين السوري واللبناني لتفعيل آليات تفاهم رعتها السعودية في جدة تفضي إلى ضبط الحدود، فلم يمض أسبوعان فقط على زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى دمشق، حتى أعاد تبادل إطلاق النار بين لبنان وسوريا الوضع على الحدود إلى مربّع التوتر.
ثمانية ضحايا من النازحين السوريين إثر
انفجار طائرة مسيرة مفخخة تسللت إلى الأراضي اللبنانية في بلدة حوش السيد علي (قضاء الهرمل) الحدودية، حدثٌ أعاد طرح تساؤلات حول أساس العلاقة بين النظام السوري الجديد و لبنان وكيف سيتمكن الجانبان من كبح جماح المستميتين على إشعال فتيل الصراع الذي لا يصب في مصلحة أي من الطرفين.
المصادر الأمنية أكدت أن المنطقة لم تُسجّل أي حركة غير طبيعية منذ سريان اتفاق وقف النار بين لبنان وسوريا قبل مدة وجيزة ، وارتقاء
ضحايا من النازحين السوريين المدنيين نسف كل روايات الأطراف التي تحاول زج حزب الله في معركة وهمية هدفها البلبلة فقط وخلق بروباغندا إعلامية تبرر الانتهاكات والتجاوزات
” مجهولة الهوية وغير المفهومة” التي تحدث كل فترة وأخرى لعرقلة أي مسار وآلية للتفاهم بين الحكومتين، فهذه النشاطات وافتعال المشاكل لا تحتاج إلى تحليل لإن الميدان يثبت دائماً الرواية الصحيحة مهما حاول البعض طمس الحقائق .
مختار بلدة الميدان-الهرمل، وبحسب مصادر إعلامية أكد أن “أي قذيفة لم تطلق من قرانا الحدودية”، مشيراً إلى أن “التوترات هنا باتت شبه يومية بسبب نشاط
التهريب، وليس بفعل أي تحرّك عسكري من داخل الأراضي اللبنانية”. وأضاف أن «أهالي المنطقة يثقون بقدرات الدولة والجيش اللبناني في الدفاع عن لبنان، ولن يترددوا في الوقوف
إلى جانب الجيش إذا تطوّرت الأمور مجدداً”.
إلى ذلك، لفتت مصادر عدة إلى أنه بعد هذه التوترات، فعّلت وزارتا الدفاع في لبنان وسوريا آلية تفاهم جدّة الموقّعة برعاية السعودية، بهدف تنسيق التحديات الأمنية والعسكرية بينهما، الأمر الذي أسهم في احتواء التوتر العسكري، وحال دون الانزلاق إلى مواجهة أكبر.
وأكد الجيش اللبناني في بيان حصول “تبادل لإطلاق النار في منطقة الهرمل
عند الحدود اللبنانية – السورية، بعد إطلاق نيران من الجانب اللبناني، باتجاه الأراضي السورية، نتيجة خلافات حول أعمال تهريب، وردّ الجانب السوري على مصدر النيران، ما أدى
إلى وقوع جرحى من الجانبين”.
وأفاد الجيش بأن وحداته المنتشرة في المنطقة اتخذت “تدابير أمنية استثنائية على طول الحدود، بهدف تحديد مصدر إطلاق النار داخل الأراضي اللبنانية، ونفذت عمليات
دهم بالتزامن مع عمليات رصد وتتبع من قبل مديرية المخابرات، فأوقِف بنتيجتها مواطناً مشتبهاً بتورطه في إطلاق النار، إضافةً إلى انتمائه إلى مجموعة مسلحة تنشط في أعمال
التهريب”.
قيادة الجيش اللبناني تجري اتصالات مكثفة مع السلطات السورية لاحتواء التصعيد ومنع الوصول إلى
مواجهة أكبر، هذه الاتصالات تترافق مع اتخاذ تدابير أمنية لضبط المشهد وملاحقة المتورطين في زعزعة الوضع الأمني على الحدود ، إلا أن إطلاق الطائرة المسيرة
المفخخة من داخل الأراضي السورية نحو لبنان يثير شكوكاً منطقية حول الجهة التي تحاول تطويق مسار التفاهمات بخلافات يمكن أن تتطور بسرعة وبخطورة كما حدث منذ أكثر
من شهر في حاويك.
بالنسبة إلى حزب الله، هو بعيد كل البعد عن هذا المشهد ولا يريد أن يكون طرفاً في هذا الصراع
المفتعل، وأكد مراراً منذ الواقعة الأولى على الحدود السورية ومقتل سارقي الأغنام الذين تسللوا إلى الأراضي اللبنانية، أن السلاح محصور بيد الدولة اللبنانية ونفى
علاقته وصلته بهذه الاشتباكات تماماً.
بيان جدة الذي كان من المتوقع أن يخمد نار الحدود السورية اللبنانية يواجه اختباراً صعباً وتحديات
معقدة ، المشهد على الحدود السورة اللبنانية مركباً ويواجه مشاكل منذ عقود طويلة ،وتغير المشهد الجيوسياسي في سوريا زاد الوضع توتراً وإرباكاً للجانبين ، فهل سيصمد
هذا التفاهم؟؟