تواجه محافظة حماة تحديات كبيرة في مسار إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد سنوات من الحرب، مع تأكيد مصادر محلية أن أكبر عائق أمام عودة المهجرين يتمثل في الدمار الهائل، لا سيما في نحو 100 قرية، يتركز معظمها في الريف الشمالي والغربي.
ومع غياب مقومات الحياة الأساسية من ماء وكهرباء وبنى تحتية في المدارس، تبقى العودة الجماعية صعبة، خاصة في ظل فقدان كثير من العائلات لمصادر رزقها.
جهود متواصلة لإعادة التأهيل
رغم التحديات، تبذل محافظة حماة جهوداً ملحوظة لإعادة الخدمات الأساسية، وتعمل فرق محلية بالتعاون مع منظمات إنسانية على إزالة الألغام، وفتح الطرق، وتأهيل المدارس والمراكز الصحية، ومد خطوط الكهرباء والمياه.
كما أُطلقت مبادرات مثل “قوافل العودة” و”حماة تنبض من جديد” لتشجيع الأهالي على العودة، ومساعدتهم في نقل ممتلكاتهم إلى قراهم.
تحسين خدمي
ضمن مساعي تعزيز البنية التحتية، عقد اجتماع بين محافظ حماة ووزير الاتصالات لمناقشة آليات تطوير قطاع الاتصالات وتذليل العقبات أمام تحسين الخدمات التقنية، بما ينعكس إيجاباً على الحياة اليومية للمواطنين.
وفي القطاع المائي، كمبادرة عاجلة لتأمين المياه، تم تركيب خزانات مياه بسعة 5000 ليتر في قرية الحويجة، مع توفير تعبئة دورية وتوزيع جالونات مياه، لضمان استدامة الإمدادات للعائدين.
بالمجال القضائي، شهدت مدينة حماة إعادة افتتاح القصر العدلي، ما يسمح باستئناف تلقي شكاوى الأهالي، ويعزز الثقة بالنظام القضائي.
وصحياً، أُعيد تأهيل مركز غرب المشتل الصحي لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، بالتوازي مع العمل على إعادة أبرز الخدمات الطبية إلى المراكز الصحية والمستوصفات الموجودة في الخدمة.
إرادة لا تلين
رغم قساوة الظروف، يواصل أهالي بلدة الحويز جهودهم لإعادة إعمار بلدتهم، فيما باشرت اللجنة المجتمعية في كفرزيتا بإزالة الأنقاض من مسجد أبو بكر الصديق، ضمن خطة لإحياء المرافق الخدمية والدينية.
في وقت، اقتربت أعمال تنفيذ عقدة عين اللوزة المرورية في حماة من الانتهاء، حيث تشمل المشروع إشارات مرور ذكية وبنية تحتية حديثة تهدف لتخفيف الازدحام وتحسين انسيابية الحركة.
وتواصل الجهود المجتمعية مع الحكومية لإعادة الحياة إلى طبيعتها بمعظم مناطق وأحياء حماة بعد سنوات من الخراب والدمار خاصة في مناطق شهدت صراعاً مسلحاً وتدمير للبنى التحتية بشكل عام.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info