حركة تجارية نشطة تشهدها الموانئ السورية منذ مطلع العام الجاري، مع إعادة تفعيل عجلة الاستيراد والتصدير بشكل تدريجي وفقاً للاحتياجات والأولويات.
مرفأ اللاذقية: نشاط مكثف
يشهد مرفأ اللاذقية نشاطًا مكثفًا يتمثل في عمليات تفريغ متواصلة للبواخر التجارية، إذ تبذل الفرق الفنية والإدارية جهوداً متواصلة لضمان انسيابية حركة البضائع وتسريع إجراءات الاستيراد والتفريغ.
هذا الزخم يعكس الأهمية الاستراتيجية للمرفأ كمحور رئيسي في دعم السوق المحلية وتلبية متطلباتها من مختلف المواد الأساسية والاستهلاكية.
مرفأ طرطوس: استيراد نوعي
بالتوازي مع اللاذقية، يشهد مرفأ طرطوس حركتي استيراد وتصدير نشطتين، ما يساهم في جهود التعافي الاقتصادي.
من أبرز الأحداث الأخيرة وصول أول ناقلة محملة بخمسين حافلة مخصصة لنقل الركاب، في خطوة تهدف إلى تعزيز كفاءة قطاع النقل الداخلي وتحسين مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، هذا التطور يمثل نقلة نوعية في ظل معاناة قطاع النقل من قدم المركبات ونقص قطع الغيار.
نمو الصادرات
على صعيد التصدير، يواصل مرفأ طرطوس إرسال شحنات من ذكور أغنام العواس والماعز الجبلي إلى المملكة العربية السعودية، ما يعكس تحسناً ملموساً في حركة الصادرات السورية.
خلال اليومين الماضيين فقط، تم تصدير أكثر من 7,200 رأس من الأغنام والماعز، وسبق ذلك تصدير كميات كبيرة خلال الشهرين الفائتين، من بينها شحنات على متن بواخر مثل “هارموني لايف ستوك” و”أليمان” و”مايسا”.
مدير زراعة طرطوس، حسن حمادة، أكد أن عمليات التصدير تجري وفق إجراءات صحية مشددة، مع اعتماد الوثائق الرسمية اللازمة، مشيراً إلى الأثر الإيجابي لهذه العمليات في دعم الاقتصاد الوطني، سواء عبر توفير العائدات المالية أو من خلال تحسين أسعار المواشي في الأسواق المحلية، كما توفر هذه الأنشطة دعماً مباشراً لمربي الثروة الحيوانية وتعزز من استقرار قطاع الإنتاج الحيواني.
شحنات متنوعة
إلى جانب التصدير، استقبل مرفآ طرطوس واللاذقية خلال الأشهر الأخيرة شحنات متعددة من القمح والسيارات والنفط، ما يدل على تنوع المواد المستوردة وتوسّع حركة التجارة البحرية في البلاد.
وقبل أيام، وصلت أول باخرة سيارات إلى مرفأ طرطوس بعد سقوط النظام السابق، وكان قد سبقها شحنات مماثلة إلى ميناء اللاذقية خلال الشهرين الماضيين.
مؤشرات واعدة
تعكس الأنشطة المكثفة في مرفأي اللاذقية وطرطوس مؤشرات على عودة تدريجية للحركة الاقتصادية بعد سنوات من التراجع، سواء في مجالات الاستيراد أو التصدير، يُظهر أداء المرافئ قدرة متنامية على تلبية متطلبات السوق والمساهمة في دعم الاستقرار الاقتصادي المحلي، رغم التحديات المحيطة، وإن استمرار هذا الزخم يشير إلى بداية تحول حقيقي في ديناميكية الاقتصاد السوري.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info