”: نشرت صحيفة “التايمز” تقريراً أعدّه سامر الأطرش من العاصمة القطرية الدوحة، قال فيه إن إسرائيل و”حماس” تعتقدان أنهما تربحان الحرب في غزة، مع أنهما مخطئتان.
وفي مقابلة مع القيادي في “حماس” موسى أبو مرزوق، في مقر إقامته بالدوحة، والذي أكد على أن المقاومة لا خيار لها، وأن العيش بحرية وكرامة أثمن من كل المباني، أشار إلى أنه ليس بعيداً عن مقرّ إقامته، يحاول المفاوضون وقف الحرب في غزة، بعد قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف النار. لكن المفاوضين يواجهون انقساماً لا يمكن ردمه: فإسرائيل و”حماس” تخسران الحرب، ولكنها تريدان الانتصار في السلام.
مطّلع على المفاوضات: إسرائيل قلقة من خروج يحيى السنوار، زعيم “حماس”، من الظل ليعلن النصر
وأشارت الصحيفة إلى أن أبو مرزوق لم يظهِر أيّ ندم على هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، والتي أدّت لمقتل أكثر من 30,000 فلسطيني، نظراً للردّ الإسرائيلي القاسي، مؤكداً أنه سيفعلها مرة أخرى لو سنحت الفرصة.
ففي الحرب التي مضى عليها ستة أشهر تقريباً، وهدّدت بانتشار النزاع في المنطقة، بات من الواضح أن كلا الطرفين متسمّك بمواقفه، حيث تقول إسرائيل إنها لن تتوقف حتى تدمر “حماس” وتعيد الأسرى الإسرائيليين لديها. أما “حماس” فلن تضع أسلحتها قبل أن تتعهد إسرائيل بسحب قواتها من غزة. ولن يحدث لا هذا ولا ذاك.
ومن هنا، فإن مهمة المفاوضين هي البحث عن حلٍّ وسط يحفظ ماء وجه كلّ منهما. ويقول الأطرش إن إسرائيل مصممة على حرمان “حماس” من الخروج منتصرة في مفاوضات الدوحة، أما القيادة السياسية لـ “حماس”، والتي تعمل بالترادف مع الجناح العسكري في غزة، فتعتقد أنها تنتصر، وإنْ من الناحية الإستراتيجية، وتريد اتفاق وقف إطلاق للنار يعكس هذا.
وترى “حماس” أن الرأي العام الدولي انقلب ضد إسرائيل بعد تعاطفه معها، في أعقاب هجمات تشرين الأول/أكتوبر. وهي محقّة ومخطئة في نفس الوقت، فحتى إدارة بايدن، الحليف القوي لإسرائيل، أصبحت محبطة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وباتت إسرائيل معزولة، وتم إحياء المقترحات للدولة الفلسطينية، وتعليق محادثات التطبيع التي كانت تديرها أمريكا بين السعودية وإسرائيل.
لكن “حماس” مخطئة من ناحية أخرى، فهجماتها في العام الماضي لا تزال طرية في أذهان الإسرائيليين، ولم يتوقف الدعم للحرب، مع أن هناك تساؤلات متزايدة حولها في الرأي العام في إسرائيل.
والسؤال لكل من “حماس” وإسرائيل هو عن كيفية التوصل لاتفاق يظهِر كلاً منهما منتصراً. ولكن المفاوضات في الدوحة تعثّرت، والجمعة الماضية، عندما قابلت الصحيفة أبو مرزوق، قال لها إن المفاوضات عادت إلى المربع الأول.
ويستبعد المفاوضون التوصّل لاتفاق هذا الشهر، فيما يقوم الوسطاء بالتحرك بين المفاوضين من “حماس” وإسرائيل والولايات المتحدة ويحملون الرسائل والرسائل المضادة.
ترى “حماس” أن الرأي العام الدولي انقلب ضد إسرائيل بعد تعاطفه معها، وهي محقّة ومخطئة في نفس الوقت
ويدور الخلاف على السماح للفلسطينيين المشرّدين من الشمال بالعودة إلى هناك، وعدد السجناء الفلسطينيين في سجون إسرائيل مقابل الأسرى الإسرائيليين.
وتريد “حماس” عبر المفاوضات إنهاء الحرب على مراحل، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تريد قتل قيادة “حماس” التي لم تصل إليها بعد في غزة. وبدلاً من ذلك تريد وقفاً مؤقتاً للقتال والإفراج عن الأسرى واستئناف القتال بعد ذلك.
ويقول غيرشون باسيكن، الباحث الإسرائيلي، والذي شارك في السابق بمفاوضات بين “حماس” وإسرائيل: “كلتاهما خاسرتان”، وهو “سيناريو خاسر- خاسر ولا يوجد سيناريو رابح- خاسر، وعلينا البحث عن طرق لمنح كل طرف الفرصة الإعلان عن النصر”.
وقال شخص مطّلع على المفاوضات إن إسرائيل قلقة من خروج يحيى السنوار، زعيم “حماس”، من الظل ليعلن النصر، فقتله وتحرير الأسرى هما هدفا الحرب، ولم تحقق إسرائيل أياً منهما.
وقال مصدر آخر: “لو لم تعلن إسرائيل مقتل السنوار فقد فشلت”.
وتؤكد “حماس” وإسرائيل أن كلاً منهما يجب أن يملي الشروط. وبحسب مسؤول في “حماس”: “المهزوم لا يفرض الشروط”. وفي المقابل ترفض إسرائيل التفاوض مع “حماس”، التي تنظر إليها بطريقة لا تختلف عن “القاعدة” وتنظيم “الدولة”.