في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها معظم السوريين منذ سقوط النظام، جاء إعلان المؤسسة العامة للتأمين والمعاشات بصرف معاشات تقاعدية تفوق 124 مليار ليرة سورية بمثابة بريق أمل، يخفف جزئياً من الأعباء اليومية التي أثقلت كاهل شريحة واسعة من المتقاعدين، الخطوة جاءت بتوجيه من وزير المالية في الحكومة الجديدة، في محاولة لتعزيز الاستقرار المالي لهذه الفئة.
تفاصيل الاجراء
أوضحت المؤسسة في بيان رسمي أنها قامت بصرف معاشات الأشهر من كانون الثاني وحتى نيسان 2025 للمتقاعدين المدنيين والمستحقين عنهم، إلى جانب معاش شهر أيار الذي بلغت قيمته 57.7 مليار ليرة، إذ استفاد منه أكثر من 274,000 شخص.
أما بالنسبة للمتقاعدين العسكريين الذين تقاعدوا قبل عام 2011 والمستحقين عنهم، فقد تم صرف معاشات الأشهر من شباط إلى نيسان، بالإضافة إلى معاش شهر أيار البالغ 33.7 مليار ليرة، ومعاش كانون الثاني بقيمة 32.8 مليار ليرة، إذ بلغ عدد المستفيدين نحو 192,546 شخصاً.
تجاوز التحديات
أكدت المؤسسة العامة للتأمين والمعاشات التزامها بصرف المستحقات التقاعدية في مواعيدها المحددة، رغم التحديات المالية والإدارية القائمة.
ويُظهر هذا الالتزام حرص الحكومة على عدم إهمال شريحة المتقاعدين الذين يعوّلون على هذه المعاشات كمصدر دخل رئيسي في ظل تفاقم الغلاء وتراجع القدرة الشرائية.
خطوة نحو التحديث
في إطار تحسين الأداء، أعلنت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية عن وصول قيمة معاشات نيسان الماضي إلى 161 مليار ليرة سورية، وأوضح مدير المؤسسة، حسن خطيب، أن المعاشات أصبحت متاحة عبر المصارف ومراكز البريد، ما يسهم في تسهيل عملية الاستلام.
كما أشارت المؤسسة إلى خطتها للعام 2025، والتي تتضمن تنفيذ مشاريع للربط الشبكي والأرشفة الإلكترونية، بهدف تسريع الإجراءات وتحسين جودة الخدمة المقدّمة للمتقاعدين.
مظلة حماية
تُعد المؤسسة العامة للتأمين والمعاشات واحدة من أبرز مؤسسات الضمان الاجتماعي في سوريا، إذ تؤمّن مظلة حماية لنحو 700 ألف مستفيد، وتشمل خدماتها معاشات الشيخوخة، وتعويضات الإصابة، والعجز، والوفاة، وقد أُسست هذه المؤسسة بموجب المرسومين التشريعيين 119 و120 لعام 1961، بهدف تصفية الحقوق التأمينية وضمان الاستقرار المعيشي بعد انتهاء سنوات الخدمة.
بينما تزداد التحديات المعيشية صعوبة، يظل صرف المعاشات بانتظام خطوة مهمة نحو التخفيف من معاناة المتقاعدين، ومع تبني المؤسسة لخطط تطوير رقمية، تبرز بوادر تحسّن في كفاءة الخدمات، مما يعكس التزاماً متجدداً تجاه شريحة تحتاج إلى الأمان والدعم أكثر من أي وقت مضى.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info