اتخذ مجلس مدينة اللاذقية قراراً حاسماً يتعلق بإغلاق جميع محلات القراضة الواقعة ضمن الحدود الإدارية للمدينة. يهدف هذا القرار إلى تحسين جودة الحياة في الأحياء السكنية، وتعزيز المعايير البيئية والصحية، في إطار قانون الإدارة المحلية رقم (107) لعام 2011، ويعكس القرار اهتمام السلطات المحلية بتوفير بيئة حضارية أكثر تنظيماً وأماناً للمواطنين.
الدوافع
جاء هذا الإجراء في سياق الحاجة الملحة لتنظيم الأنشطة الحرفية والتجارية المنتشرة داخل الأحياء السكنية، إذ أن محلات جمع الخردة تسببت بشكاوى عديدة تتعلق بالنظافة، التلوث البصري، والإزعاج الناتج عن الضوضاء.
إضافة إلى ذلك، تشكل هذه المحلات تهديداً للسلامة العامة، لا سيما بعد تسجيل حالات تم فيها العثور على مخلفات حربية، من بينها مقذوفات خطيرة، تم بيعها دون رقابة.
السلامة العامة
تجاوزت أضرار هذه الأنشطة الجانب البيئي، لتصل إلى تهديد مباشر لحياة السكان، فقد شهدت المدينة حوادث أليمة ناجمة عن تداول مواد خطرة ضمن محلات القراضة، ما أدى إلى وقوع ضحايا، وتكرار هذه الحوادث ساهم في تسريع عملية إصدار القرار، نظراً لأن الحفاظ على الأرواح يأتي في مقدمة أولويات الجهات المعنية.
تحذيرات
أكد مجلس مدينة اللاذقية أن أي محاولة لإعادة فتح هذه المحلات أو الالتفاف على القرار ستُقابل بإجراءات صارمة، إذ سيتم إحالة المخالفين إلى الجهات المختصة ومحاسبتهم وفق القوانين النافذة.
وتعد هذه الخطوة رسالة واضحة بأن القانون فوق الجميع، وأن الأمن والسلامة لا يمكن التساهل بشأنهما.
تحول مهم
إن قرار إغلاق محلات القراضة في مدينة اللاذقية يمثل تحولاً مهماً نحو بيئة حضرية أكثر أماناً وتنظيماً.
وتأتي هذه الخطوة في سياق رؤية شاملة لتنظيم المهن الخطرة داخل المناطق السكنية، وضمان عدم تعريض السكان لأي مخاطر صحية أو أمنية، ومن خلال تخصيص أماكن ملائمة لهذه الأنشطة بعيداً عن الأحياء، تحقق السلطات توازناً بين دعم الأنشطة الاقتصادية وحماية المصلحة العامة.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info