في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يتجه بعض سكان الساحل السوري إلى صيد أنواع رخيصة من الأسماك لتأمين الغذاء، ومن أخطر هذه الأنواع ما يعرف بسمك البالون أو “النفيخة”، ورغم تحذيرات الخبراء، ما زال هذا النوع يُستهلك أحيانا، ما أدى إلى حالات تسمم ووفيات.
سمك البالون يحتوي على مادة “تترودوتوكسين”، وهي واحدة من أقوى السموم المعروفة في الطبيعة، هذه المادة تتركز في الكبد، الأمعاء، الجلد، والمبيض. مجرد كميات صغيرة منها قد تكون كافية لقتل إنسان بالغ خلال ساعات.
شهدت بعض المناطق الساحلية حالات تسمم بعد تناول هذا النوع من السمك، التأثيرات تبدأ بتنميل في الشفاه والوجه، ثم تتطور إلى شلل عضلي وصعوبة في التنفس، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يُعالج المصاب بسرعة. الأطفال أكثر عرضة للخطر بسبب صغر حجم أجسامهم وضعف جهازهم العصبي والهضمي.
الكثير من الناس لا يميّزون شكل هذا السمك، خاصة عند تقطيعه وبيعه بأسعار زهيدة. يُستغل جهل المستهلك في بعض الأسواق الشعبية، مما يؤدي إلى وقوع الضحايا. كما أن غياب لافتات التحذير وعدم كفاية الإشراف الصحي يزيد من المشكلة.
لا بد من القيام بإجراءات ضرورية لحماية المجتمع، منع بيع سمك البالون في الأسواق نهائيا، وتدريب الباعة والصيادين على التعرف على هذا النوع القاتل، وإطلاق حملات توعية إعلامية وتربوية لتحذير العائلات من خطر تناوله، خاصة على الأطفال، وتحذيرات على الموانئ والأسواق بلغات وصور توضيحية.
الوعي هو خط الدفاع الأول. حين يدرك الناس الخطر، تقل الضحايا. من المهم أن يتعلم الأهالي والطلاب ماهية سمك البالون وكيفية تمييزه، وأن يُربط الأمن الغذائي بالسلامة الصحية لا بالثمن الرخيص.
سمك البالون ليس مجرد وجبة بحرية، بل خطر قاتل يتربص بالمواطنين، وخاصة الأطفال، التغاضي عنه جريمة بحق المجتمع. بالوعي، التعاون، والإجراءات الصارمة، يمكننا إنقاذ الأرواح ومنع المآسي.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info