مدينة حلب، التي شهدت دمارا واسعا خلال سنوات الحرب، تقف اليوم أمام تحدي إعادة الحياة إلى أحيائها، ولتحقيق هذا الهدف، أطلقت الجهات المحلية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني حملات ميدانية تهدف إلى إزالة الأنقاض وتأهيل البنية التحتية، هذه المبادرات ليست مجرد أعمال خدمية، بل تمثّل ركيزة أساسية في رحلة التعافي الشامل للمدينة.
إزالة الأنقاض
أطلقت محافظة حلب حملة واسعة بالتعاون مع الدفاع المدني السوري لإزالة الأنقاض من 16 حيا متضررا، الهدف الأساسي هو فتح الطرقات المغلقة، وتحسين الواقع الخدمي، وتسهيل عودة السكان إلى منازلهم.
تشمل الخطة إزالة أكثر من 75 ألف متر مكعب من الأنقاض وإعادة تدويرها، وهو ما يسهم في تسريع عمليات الترميم والإنشاء.
دعم المجتمع
إزالة الأنقاض لا تتعلق فقط بالبنية التحتية، بل تسهم في استعادة الأمان النفسي للسكان، عودة الناس إلى أحيائهم تعني بداية استئناف الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ما يدفع عجلة التعافي المجتمعي، كما أن إشراك الأهالي في هذه الحملات يعزز الإحساس بالملكية والانتماء، وهو عنصر حيوي في بناء السلام المحلي.
ما يميز هذه الحملة هو التنسيق العالي بين محافظة حلب والمجلس المحلي ومنظمات المجتمع المدني مثل الدفاع المدني، هذا التكامل في الجهود يضمن التنفيذ الفعّال، ويوفّر بيئة عمل منظمة تسرّع من وتيرة التعافي.
أثر بيئي وتنموي
إعادة تدوير الأنقاض بدلاً من التخلص منها عشوائياً يعبّر عن رؤية تنموية مستدامة. استخدام الأنقاض المعاد تدويرها في مشاريع البناء المستقبلية يقلل من التكاليف، ويحافظ على الموارد الطبيعية، ويسهم في التخفيف من الأثر البيئي.
حلب اليوم تخطو بثبات نحو التعافي، وحملات إزالة الأنقاض ليست سوى البداية، إذ إن هذه المبادرات تعبّر عن إرادة حقيقية لإعادة بناء المدينة لا بالحجارة فقط، بل بروح التكاتف والعمل المشترك، ومع استمرار هذه الجهود، تلوح في الأفق فرصة لولادة حلب جديدة، أكثر قوة وإنسانية.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info