في ظل التحديات التي خلفتها سنوات الحرب، تتجه الجهود الوطنية نحو مرحلة جديدة من التعافي والبناء، إذ يتعزز دور القطاع الخاص كشريك أساسي في عملية إعادة الإعمار. تأتي زيارة محافظ درعا إلى مجمع البعلبكي الصناعي كخطوة مهمة ضمن هذا المسار، بما يعني توجه حقيقي نحو شراكة تنموية بين القطاعين العام والخاص.
شراكة نوعية
زار محافظ درعا، السيد أنور طه الزعبي، مجمع البعلبكي الصناعي برفقة وفد حكومي، استجابة لدعوة الدكتور إحسان البعلبكي، رئيس مجلس إدارة مجموعة البعلبكي للإعمار والاستثمار. هدف الزيارة كان الاطلاع على نشاطات المجموعة وبحث آليات التعاون في مجال إعادة الإعمار، ضمن خطة التنمية الشاملة للمحافظة.
أشاد المحافظ بما تقدمه المجموعة من مشاريع صناعية ومبادرات تنموية، مؤكدا أن القطاع الخاص يشكل ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط السوق وتشغيل الأيدي العاملة.
دور القطاع الخاص
القطاع الخاص اليوم لا يقتصر على دوره الإنتاجي فقط، بل يتعداه إلى المساهمة المباشرة في تحسين البنية التحتية ودعم الخدمات الأساسية. مجموعة البعلبكي كانت قد أعلنت في وقت سابق عن التزامها بمشروع لإعادة تأهيل البنى التحتية في المحافظة، ما يعكس استعداد هذا القطاع لتحمل مسؤولياته الوطنية والمجتمعية.
الزيارة الأخيرة للمحافظ تأتي لتؤكد هذا التوجه، وتدعم سياسة الانفتاح والتعاون التي تتبناها الدولة مع كل المبادرات الجادة في سبيل إعادة البناء وتحقيق التنمية المستدامة.
أهمية التعاون
لا يمكن لأي خطة إعمار أن تنجح دون تضافر الجهود وتكامل الأدوار بين المؤسسات الرسمية والمشاريع الخاصة. هذا التعاون يفتح الباب أمام استثمار الطاقات المحلية، وجذب الاستثمارات الوطنية، وتوفير فرص العمل، وتعزيز الاستقرار المجتمعي.
في مرحلة ما بعد الحرب، يشكل هذا النموذج من الشراكة الطريق الأمثل لبناء سوريا الجديدة، حيث يعمل الجميع بروح المسؤولية لتحقيق النهوض الاقتصادي والعمراني.
مستقبل مزدهر
زيارة محافظ درعا إلى مجمع البعلبكي الصناعي تشكل مؤشرا واضحا على أهمية القطاع الخاص في مسيرة الإعمار والتنمية. ومن خلال دعم الحكومة لمثل هذه المبادرات، تترسخ مفاهيم الشراكة والتعاون، مما يساهم في بناء مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا لمحافظة درعا ولسوريا عموما.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info