في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على أثير إذاعة فيرجن إف إم، حلل المحلل السياسي الدكتور سليم خراط التصعيد الأخير في الخطاب النووي الروسي والأمريكي، مشيراً إلى أن العالم يشهد “أخطر مرحلة في تاريخه منذ الحرب العالمية الثانية”.
أكد خراط أن الحديث الروسي عن استخدام أسلحة نووية “محددة المساحة” لا يعني بأي حال أنها ستكون أقل تدميراً، متسائلاً: “هذا التأثير المحدود كم مليون إنسان سيفقد حياته فيه؟”. وأضاف أن “الحروب المستعرة حالياً في عدة جبهات هي مجرد تمهيد لصراع أكبر تديره حكومات الظل العالمية لتقاسم النفوذ”.
في سياق التحليل الجيوسياسي، تساءل خراط عن التناقض بين دعاوى الاستقرار الأمريكية وسياساتها الفعلية، قائلاً: “هل نتحدث عن عهد بايدن أم ترامب؟ كل رئيس أمريكي يأتي بأجندة مختلفة”. ودعا إلى “العودة لغة العقل والمنطق بدلاً من الخطابات المعلبة”، مشيراً إلى أن “الدولة العظمى الحقيقية هي التي تبني لا التي تدمر”.
في المحور الداخلي، انتقد خراط ما وصفه بـ”الانهيار القانوني والمؤسساتي”، مؤكداً أن “الدولة مطالبة اليوم بأن تخضع الجميع للقانون بالقوة إذا لزم الأمر، بغض النظر عن الانتماءات”. وأضاف: “نريد نظاماً وطنياً يحفظ العدالة والمساواة، نظاماً انتقالياً حقيقياً لا ديمقراطية شكلية”.
حول التطورات العسكرية في أوروبا، أشار خراط إلى أن “ألمانيا تعيد بناء قوتها التقليدية كقاعدة أساسية لحلف الناتو”، معتبراً أن “أسطورة القوة الألمانية ستعود كما كانت في الزمن السابق”. لكنه استبعد أن تعود “العقلية النازية”، مؤكداً أن “ألمانيا اليوم أكثر عقلانية وتفهماً لمتطلبات الشعوب”.
في تحذير صريح، قال خراط إن “الحروب القادمة ستكون على مستوى غير مسبوق من التدمير، لكن نتائجها قد تكون إيجابية على المدى البعيد”. وأضاف أن “اجتماع المجلس الأوراسي الذي سيحضره بوتين الشهر القادم ليس رداً على قمة الناتو فحسب، بل جزءاً من إعادة ترسيم خريطة النفوذ العالمية”.
ختاماً، حذر خراط من أن “عودة الخطاب الديني في الصراعات الدولية، كما في خطابات ترامب ونتنياهو، هو مؤشر خطير على اتجاه العالم نحو حرب عالمية ثالثة”. ودعا إلى “إعادة النظر جذرياً في منظومة العلاقات الدولية قبل فوات الأوان”، معتبراً أن “البديل الوحيد هو حرب مدمرة ستغير خريطة العالم كما نعرفها”.