
في خضم التحولات السياسية المتسارعة، تبرز الدعوة الأمريكية لإجراء مفاوضات بين الحكومة السورية وقوات “سوريا الديمقراطية” في دولة ثالثة كمحطة جديدة في مسار تطبيق اتفاق العاشر من آذار. وفي تحليل خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة فيرجن إف إم، يرى السياسي المحامي محمود مرعي أن هذه التطورات تأتي في إطار تنفيذ القرار الأممي ٢٧٩٩ الذي يضع سورية تحت الفصل السابع، مع ما يرتبه ذلك من التزامات وتحديات.
يكشف مرعي عن وجود اتصالات متقدمة بين شخصيات من مكونات سورية مختلفة، مشيراً إلى أن مظلوم عبدي والهجري وغزال غزال تربطهم علاقات دولية وسفارات في عواصم عالمية. ويسجل خطورة رفع العلم الإسرائيلي في السويداء، معتبراً ذلك خروجاً عن الهوية العربية السورية للطائفة الدرزية التي هي مكون أصيل من مكونات الشعب السوري.
في تحليل الأحداث الأخيرة، يميز مرعي بين تعامل السلطة مع أزمتي السويداء وحمص، حيث نجح الأمن العام في احتواء الأخيرة وحماية المدنيين، مما يشير إلى بداية نضوج في العقل الأمني. ويسجل أن هذا النجاح الجزئي يجب أن يمهد لتحول أعمق في عقلية السلطة من منطق الفصيل إلى منطق الدولة.
على صعيد الحلول السياسية، يدعو مرعي إلى عقد مؤتمر حوار وطني حقيقي يشارك فيه جميع مكونات الشعب السوري، مع إصدار قانون أحزاب يسمح بظهور أحزاب وطنية تعبر عن الهوية السورية الجامعة. ويسجل أن سورية بحاجة ماسة إلى أحزاب وطنية تعلو على الانقسامات الطائفية والأيديولوجية في هذه المرحلة الحرجة.
ختاماً، يؤكد مرعي أن التحدي الأكبر يتمثل في قدرة السوريين على سحب الفتيل الطائفي ومنع أي حرب أهلية قد تقود إلى تقسيم البلاد، معتبراً أن المصالحة الوطنية والإعمار يتطلبان استقراراً حقيقياً لا يمكن تحقيقه دون اتفاق سوري-سوري شامل. ويبقى السؤال المركزي: هل ستتمكن القوى السورية المختلفة من تجاوز خلافاتها والاتفاق على عقد اجتماعي جديد يحفظ وحدة سورية وسيادتها؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مصير البلاد في المرحلة المقبلة.

