بعد سنوات من التوقف نتيجة الحرب، تعود الإشارات الضوئية للعمل في مدينة اللاذقية، ضمن حملة “اللاذقية نحن أهلها”، بالتعاون مع مؤسسة “إنسان”. هذه الخطوة ليست فقط إجراءً فنياً، بل مبادرة مهمة نحو تنظيم الحياة المدنية، وتحقيق السلامة المرورية، والتقليل من الحوادث والازدحامات.
توقف طويل… وفوضى مرورية
خلال سنوات الحرب، تعطلت معظم الإشارات الضوئية في مدينة اللاذقية بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء وعدم توفر قطع الصيانة. أدى ذلك إلى حالة من الفوضى في عدد من التقاطعات الحيوية، إذ غابت قواعد المرور المنظمة، وازداد الاعتماد على المبادرات الفردية لتنظيم السير، ما تسبب بازدياد الحوادث والازدحامات.
إعادة التشغيل… بادرة أمل
مع تحسن الظروف الأمنية والبدء بخطط إعادة الإعمار، بدأت الجهات المحلية بحملات لإعادة تأهيل البنية التحتية، وكان من أبرزها تشغيل الإشارات الضوئية في تقاطعات رئيسية ضمن المدينة. هذه الخطوة جاءت ضمن خطة متكاملة تهدف إلى تحسين انسيابية المرور، وتعزيز السلامة، وتسهيل حركة المواطنين، خاصة في أوقات الذروة.
أهمية الإشارات الضوئية
تلعب الإشارات الضوئية دوراً محورياً في تنظيم حركة المرور، فهي تحدد أولوية العبور وتمنع التقاطعات العشوائية التي قد تؤدي إلى حوادث خطرة. كما تسهم في تقليل الازدحامات وتوفير وقت السائقين، بالإضافة إلى دورها في دعم نظام مروري أكثر انضباطاً واحتراماً للقانون.
دعم المجتمع المدني
ما يميز هذه المبادرة هو التعاون بين المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية، مما يعكس روح التعاون الأهلي في دعم إعادة الحياة إلى طبيعتها. حملة “اللاذقية نحن أهلها” تمثل نموذجاً ناجحاً لمشاركة المجتمع في تطوير المدينة، وتعزيز الوعي المروري، وتشجيع المواطنين على الالتزام بقواعد السير.
إعادة تشغيل الإشارات الضوئية في اللاذقية ليست مجرد إصلاح تقني، بل رسالة واضحة بأن الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها، وأن السلامة المرورية أولوية لا يمكن التهاون بها. هي خطوة أولى في طريق طويل لإعادة تأهيل المدينة، وتنظيم شوارعها بما يخدم المواطنين ويحفظ أرواحهم.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info