
تشهد محافظة اللاذقية خطوات متسارعة لتعزيز منظومة الاستجابة للطوارئ، في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تفرضها حرائق الغابات ومواسم الجفاف. وفي هذا السياق، جاء إدخال آليات إطفاء متطورة إلى الخدمة ليشكّل إضافة مهمة تسهم في رفع مستوى الجاهزية وحماية الموارد الطبيعية، ضمن تعاون إنساني يعكس التزاماً بدعم المجتمعات المتضررة.
دعم تقني
أعلنت مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في محافظة اللاذقية عن تدشين ثلاث سيارات إطفاء حديثة خُصّصت للتعامل مع حرائق الغابات، بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في السعودية. وتمتاز هذه الآليات بقدرات تقنية متقدمة تتيح سرعة الوصول إلى مواقع الحوادث والعمل بكفاءة في التضاريس الوعرة، ما يساهم في الحد من انتشار النيران وتقليل الخسائر البيئية.
شهد حفل التدشين حضوراً رسمياً يعكس أهمية الحدث، حيث شارك مساعد مدير إدارة الإغاثة العاجلة في مركز الملك سلمان للإغاثة ناصر السبيعي، إلى جانب مدير مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في اللاذقية عبد الكافي كيّال. ويؤكد هذا الحضور المشترك متانة التعاون بين الجهات المحلية والداعمين الدوليين في مواجهة الكوارث الطبيعية.

قيمة الشراكة
في تصريح له، أوضح عبد الكافي كيّال أن إدخال السيارات الجديدة يمثّل نقلة نوعية في قدرة المديرية على حماية الغطاء النباتي، خاصة خلال فترات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة. وأشاد بالدعم المتواصل من المملكة العربية السعودية، معتبراً أنه يعكس عمق الروابط الأخوية ويسهم بشكل مباشر في تخفيف الأعباء عن المجتمعات المحلية المتأثرة بالمخاطر البيئية.
نحو جاهزية مستدامة
تأتي هذه الخطوة ضمن إطار أوسع يهدف إلى تعزيز استعدادات وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، وضمان حماية البيئة والحياة البرية. كما تؤكد أهمية التكامل بين الجهود المحلية والدولية لتطوير القدرات الوطنية، بما يضمن استجابة سريعة وفعّالة لمختلف حالات الطوارئ.
يمثّل دعم إدخال سيارات الإطفاء المتطورة إلى الخدمة في اللاذقية نموذجاً عملياً للتعاون الإنساني الذي يتجاوز حدود الإغاثة الآنية نحو بناء قدرات مستدامة. ومع استمرار مثل هذه المبادرات، تتعزز فرص حماية الطبيعة والإنسان معاً، وترسخ قيم التضامن في مواجهة التحديات المشتركة.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info

