1. لماذا اختيرت ألاسكا موقعًا للقمة؟
ألاسكا ليست مجرد ولاية أمريكية نائية، بل تحمل دلالات جيوسياسية عميقة تجعلها موقعًا مثاليًا للقمة:
– الرمزية التاريخية: اشترت الولايات المتحدة ألاسكا من روسيا عام 1868 بمبلغ 7.2 مليون دولار، مما يجعلها جسرًا بين البلدين. هذه الخلفية تُستخدم لإضفاء جو من “المشترَك التاريخي”، كما أشار مساعد بوتين يوري أوشاكوف إلى أن الموقع “منطقي تمامًا” كمنطقة متاخمة لروسيا عبر مضيق بيرينغ .
– الحيادية العملية: رغم كونها أراضي أمريكية، فإن بُعدها عن واشنطن وموسكو يقلل من دلالات الهيمنة لأي طرف. كما أن موقعها يسمح لبوتين بالوصول دون عبور دول ثالثة، مما يضمن سهولة لوجستية وأمنية .
– الدبلوماسية الاستباقية : اختيرت مدينة أنكوراج تحديدًا، التي شهدت عام 2021 محادثات أمريكية-صينية متوترة. هذا الاختيار يُظهر رغبة في تحويل ألاسكا إلى “منصة محايدة” للحوارات العسيرة، كما ذكرت مصادر البيت الأبيض .
– التطلعات الاقتصادية المشتركة: أبرز الخبراء الروس مثل كيريل دميترييف (رئيس صندوق الثروة السيادية) أهمية التعاون في مشاريع القطب الشمالي، خاصة في الطاقة والبنية التحتية، ما يجعل ألاسكا رمزًا للفرص الاقتصادية المشتركة .
2. الدور السياسي لألاسكا في العلاقات الدولية
لعبت ألاسكا أدوارًا متعددة في الاستراتيجيات الأمريكية-الروسية عبر السنين:
– حاجز جيواستراتيجي؛ خلال الحرب الباردة، كانت ألاسكا خط الدفاع الأول ضد الصواريخ السوفيتية، حيث نصبت فيها أنظمة رادار متقدمة. اليوم، تُستخدم كمنصة لمراقبة النشاط الروسي في القطب الشمالي .
– ساحة للتنافس الاقتصادي: تمتلك ألاسكا احتياطيات هيدروكربونية ضخمة، وتقع ضمن منطقة القطب الشمالي الذي تسعى روسيا للسيطرة على 40% من موارده. هذا يجعلها نقطة تركيز للتفاوض على تقاسم الموارد .
– أداة لتفريغ التوترات: في 2021، استضافت أنكوراج محادثات أمريكية-صينية فاشلة، لكن إعادة استخدامها اليوم يُظهر محاولة لـ”استعادة رمزية الدبلوماسية الصعبة” وتحويلها إلى ساحة لحل النزاعات .
3. آفاق تحقيق السلام بعد القمة: الفرص والتحديات . اللقاء ليس حدثًا معزولًا، بل محطة في مسار معقد لإنهاء الحرب الأوكرانية:
تحليل استراتيجية الإنذارات النهائية لترامب وتراجعه: الأزمات الدولية تحت المجهر
بناءً على أحدث التطورات حتى أغسطس 2025، يظهر ترامب نمطًا متكررًا من التهديد بإنذارات نهائية ثم تراجعه عن تنفيذها، وذلك في عدة أزمات دولية.
الأزمة الأوكرانية: مهلة 12 يومًا التي تبخرت
– الإنذار النهائي : قلّص ترامب المهلة الممنوحة لبوتين لإنهاء الحرب من 50 يومًا إلى 12 يومًا فقط (تنتهي في 7-9 أغسطس 2025)، مع تهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصادرات الروسية وعقوبات على مشتري النفط الروسي مثل الهند والصين .
– التراجع الفعلي:
– لم تُنفَّذ العقوبات رغم انتهاء المهلة (اليوم 13 أغسطس)، وبدلاً من ذلك أعلن ترامب عن “تقدم كبير” في محادثات السلام مع بوتين واستعداد للقمة الثنائية .
– انتقد محللون هذه الخطوة كـ”تكتيك للمماطلة” لاسترضاء الحلفاء الأوروبيين دون مخاطرة حقيقية بمواجهة موسكو .
رغم أنه لم “يستسلم” رسميًا، فإن العديد من التحليلات تشير إلى أن سلوكه وتلميحاته تصب في مصلحة روسيا:
1. التمييع المستمر لدعم أوكرانيا
– ترامب وحلفاؤه في الكونغرس (خاصة الجناح اليميني من الحزب الجمهوري) عرقلوا مرارًا حزمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
– في 2023–2024، رفض بعض النواب الجمهوريين التصويت على دعم أوكرانيا إلا مقابل تدابير أمن حدودي صارمة، مما أدى إلى تأخير المساعدات.
2. إضعاف التحالف الغربي ضد روسيا
– ترامب دأب على انتقاد حلف الناتو، ووصفه بـ”المنتهي الصلاحية”، وطالب الدول الأوروبية بدفع المزيد، مما أضعف وحدة التحالف.
– تلميحاته بأن بعض الدول الأوروبية “لا تستحق الحماية” إذا لم تدفع كفايتها، تُستخدم من قبل بوتين كأداة للتأثير.
3. علاقته الشخصية مع بوتين
– ترامب أشاد ببوتين مرارًا، واصفًا إياه بـ”رجل قوي” و”ذكي”.
– في قمة هلسنكي 2018، تجاهل استنتاجات المخابرات الأمريكية حول تدخل روسيا في انتخابات 2016، مما أثار جدلًا واسعًا.
4. تلميحات بالاعتراف بضم القرم أو مناطق شرق أوكرانيا
– لم يقل ترامب صراحة إنه سيعترف بضم روسيا للأراضي الأوكرانية، لكن تصريحاته المبهمة مثل “ربما يجب أن ننظر إلى ما تم فعلاً” تُفسر على أنها تقبل بنتائج الاحتلال.
ثالثًا: مزايا روسيا من موقف ترامب
رغم عدم وجود “استسلام رسمي”، فإن روسيا تستفيد بشكل كبير من موقف ترامب واحتمال عودته للرئاسة:
1. إضعاف الدعم الغربي لأوكرانيا : إذا عاد ترامب، من المرجح أن تتوقف أو تُقلص المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، مما يمنح روسيا هامشًا أكبر في الميدان.
2. تمزيق التحالف الغربي: سياسة ترامب الانعزالية تُضعف الناتو وتُعطي بوتين فرصة لاستغلال الانقسامات بين أوروبا والولايات المتحدة.
3. شرعنة الاحتلال جزئيًا أي تلميح بأن “الأرض التي احتلتها روسيا يجب أن تُناقش” هو خطوة نحو شرعنة ضمها، وهو ما تسعى إليه موسكو.
4. تغيير قواعد اللعبة الجيوسياسية: ترامب يروج لفكرة “التفاهم مع القوى الكبرى” (مثل روسيا والصين)، وهو ما يخدم رؤية بوتين لعالم متعدد الأقطاب، بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.
5. تشتيت الانتباه عن الجرائم الحربية: ترامب نادرًا ما يتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب، بل يركز على “فساد أوكرانيا”، مما يقلل الضغط الدبلوماسي والأخلاقي على موسكو.
تحليلات وتعليقات بارزة
1.صحيفة “نيويورك تايمز” (2024):
“ترامب لا يريد فقط وقف دعم أوكرانيا، بل يريد إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية لصالح مصالح روسيا، تحت شعار ‘أمريكا أولاً’.”
2. معهد بروكينغز (تحليل 2023):
“عودة ترامب قد تكون الضوء الأخضر لبوتين لمواصلة عدوانه، مع علمه أن الدعم الأمريكي سيكون محدودًا أو معدومًا.”
3. تعليق لفولوديمير زيلينسكي (2023):
“نأمل ألا تعود سياسة تجاهل العدوان… العالم لا يمكنه السماح بانتصار القوة على القانون.”
4. معلقون روس في وسائل الإعلام الرسمية:
في قنوات مثل “RT” و”سبوتنيك”، يُعرض ترامب كـ”رجل واقعي” مقابل “مجنون الحرب” بايدن، مما يعكس رغبة موسكو في عودته.