في إطار الجهود المبذولة للنهوض بالقطاع السياحي في سوريا، قام مدير منطقة الحفة، يامن الشغري، برفقة مدير سياحة اللاذقية فادي نظام، بجولة تفقدية في منطقة صلنفة. وقد جاءت هذه الزيارة لمتابعة أعمال إعادة التأهيل والتجهيزات في فنادق سياحية، والاطلاع على ما تم إنجازه من خطط لتطوير المنشآت السياحية. وتكتسب هذه الجولة أهميتها كونها جزءاً من مسار أوسع يهدف إلى إعادة تنشيط السياحة، بما يواكب رؤية سوريا الجديدة القائمة على الإعمار والانفتاح.
أهمية تأهيل المنشآت الفندقية
إن تأهيل المنشآت الفندقية يمثل حجر الزاوية في عملية تطوير السياحة، فالفنادق ليست مجرد أماكن للإقامة، بل هي صورة مصغرة تعكس مستوى الخدمات السياحية في أي بلد. ومن هنا جاء الاهتمام بمتابعة تجهيز الفنادق وفق معايير حديثة تضمن راحة الزوار وتلبي توقعاتهم. إن تحسين الخدمات الفندقية يساهم في رفع سوية التجربة السياحية، ويمنح الزائر انطباعاً إيجابياً يشجعه على العودة مجدداً. كما أن الاستثمار في البنية الفندقية يعزز ثقة المستثمرين ويفتح المجال أمام مشاريع سياحية جديدة تدعم الاقتصاد المحلي.
تنشيط السياحة
لم تقتصر الجولة على معاينة المنشآت الفندقية، بل شملت أيضاً مناقشة الخطط المستقبلية لتنشيط السياحة وتطوير العمل السياحي. وتتمثل هذه الخطط في خلق برامج وأنشطة متنوعة قادرة على استقطاب مختلف الشرائح من الزوار، سواء من داخل سوريا أو من خارجها. كما يجري التركيز على التسويق السياحي عبر وسائل الإعلام الحديثة والمنصات الرقمية، بما يساهم في إبراز مقومات الجذب السياحي التي تتميز بها منطقة صلنفة خاصة، وسوريا عامة. وإلى جانب ذلك، يجري العمل على تطوير الكوادر البشرية المتخصصة في القطاع السياحي، لرفع مستوى الخدمات بما يوازي المعايير العالمية.
السياحة كرافعة للتنمية
تكتسب السياحة أهمية كبيرة في دفع عجلة التنمية، فهي ليست نشاطاً ترفيهياً فحسب، بل قطاعاً حيوياً يرفد الاقتصاد الوطني بعوائد مهمة. كما تسهم السياحة في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتنشيط الأسواق المحلية من خلال زيادة الطلب على الخدمات والمنتجات المرتبطة بها. وإضافة إلى بعدها الاقتصادي، تشكل السياحة جسراً للتواصل الثقافي والحضاري بين سوريا والعالم، وتعزز صورتها كبلد غني بتراثه الطبيعي والتاريخي.
إن الاطلاع على المنشآت السياحية في صلنفة لا تمثل مجرد زيارة تفقدية، بل تعكس إرادة واضحة في إعادة وضع السياحة على المسار الصحيح. فإعادة تأهيل المنشآت الفندقية، ووضع خطط مستقبلية طموحة، يعكسان رؤية متكاملة لسوريا جديدة تسعى إلى أن تكون السياحة فيها محركاً للتنمية المستدامة، ونافذة للتواصل والانفتاح مع العالم.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info