شهد مرفأ اللاذقية خطوة نوعية تُسجَّل لأول مرة منذ أكثر من عقد، مع وصول معدات حديثة ومتطورة في إطار اتفاقية التعاون الموقعة مع الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية. وتشكل هذه الخطوة بداية فعلية لمشروع التحديث الشامل الذي يهدف إلى رفع كفاءة المرفأ وتعزيز موقعه الاستراتيجي كمركز رئيسي للتجارة البحرية في المنطقة.
بداية تنفيذ الاتفاقية
باشرت شركة CMA CGM، المشغّل العالمي المعروف في مجال النقل البحري والخدمات اللوجستية، بتنفيذ التزاماتها عبر توريد دفعة أولى من المعدات الحديثة. وشملت هذه الدفعة ست حاويات مسطحة تحتوي على ثلاثة مكونات رئيسية لرافعات Reach Stacker من ماركة Konecranes الفنلندية، إضافة إلى حاويات أخرى تضم قطع تبديل وأدوات صيانة لضمان استمرارية عمل هذه الرافعات بكفاءة عالية.
تعزيز الكفاءة
تمثل هذه المعدات نقطة تحول في عمل المرفأ، وستُسهم في تسريع عمليات التحميل والتفريغ، وتقليل الزمن المستغرق لمعالجة الشحنات، وهو ما يرفع من مستوى الخدمات المقدمة للعملاء والشركات الملاحية. كما أن توفير قطع التبديل بشكل مسبق يعكس رؤية استباقية لضمان الجاهزية الفنية واستمرارية العمل دون انقطاع.
زيادة القدرة الاستيعابية
مع دخول هذه المعدات الخدمة، سيصبح مرفأ اللاذقية أكثر قدرة على التعامل مع أعداد أكبر من الحاويات والشحنات، ما يعزز دوره كمحطة رئيسية على خريطة النقل البحري في المنطقة. ومن شأن هذه الخطوة أن تسهم في رفع القدرة الاستيعابية للمرفأ، وزيادة فعاليته في خدمة حركة التجارة، بما يتماشى مع متطلبات الأسواق العالمية.
نحو مركز لوجستي منافس
لا يقتصر أثر المشروع على الجانب التقني فحسب، بل يتعداه ليضع المرفأ في موقع المنافسة مع أبرز مرافئ الشرق الأوسط. فالتجهيزات الحديثة تمنحه ميزة في جذب شركات الشحن الكبرى، وتدعم رؤية تحويله إلى مركز لوجستي يقدم خدمات نوعية، تتناسب مع التوجهات العالمية في مجال النقل البحري.
إن وصول المعدات الحديثة إلى مرفأ اللاذقية يشكل بداية مرحلة جديدة عنوانها التحديث والتطوير، بعد سنوات طويلة من الاعتماد على تجهيزات قديمة. ومع تواصل خطة التحديث الشامل، يخطو المرفأ بثبات نحو تعزيز حضوره الإقليمي والدولي، ليصبح ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد والتجارة البحرية.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info