
في أجواء مفعمة بالحيوية والتفاؤل، افتتحت محافظة اللاذقية مهرجان سوق التسوق في مدينة جبلة بحضور رسمي وجماهيري واسع، ليكون بمثابة نافذة جديدة لدعم الحركة الاقتصادية، وإبراز هوية المدينة العريقة التي تعود إلى الواجهة عبر فعاليات ثقافية وتجارية متجددة. المهرجان الذي يجمع بين التسوّق والتراث والإبداع المحلي، يؤكد أن جبلة ماضية بخطى واثقة نحو استعادة دورها الاقتصادي والاجتماعي.

منصة للتسوق والتنافسية
شهدت ساحة المول وسط مدينة جبلة انطلاق الفعاليات بمشاركة أكثر من 80 عارضاً من مختلف القطاعات، بدءاً من الصناعات الغذائية والمنتجات المحلية، وصولاً إلى الحرف اليدوية والمهن التراثية. وقدّمت الشركات المشاركة عروضاً بأسعار تنافسية، ما جعل المهرجان وجهة مثالية للعائلات الباحثة عن الجودة والسعر المناسب.
بحسب مدير سياحة اللاذقية فادي نظام، فإن المهرجان لا يقتصر على البعد التجاري فقط، بل يوفّر منصة للبيع المباشر من المنتج إلى المستهلك، مع التركيز على دعم المرأة الريفية وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر. هذه الخطوة تمثل ركيزة أساسية في تعزيز الاقتصاد المحلي، وتمنح الفرصة لمنتجات جديدة بالوصول إلى جمهور واسع.
الأجنحة المخصصة للحرف اليدوية أضفت نكهة خاصة على المهرجان، حيث عرضت مشغولات يدوية وإكسسوارات وديكورات تعكس مهارة الحرفيين وتمسّكهم بالتراث المحلي. الشابة ولاء عثمان، المشاركة ضمن فريق من الحرفيين، عبّرت عن حماسها قائلة إن مثل هذه الفعاليات تفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتسويق والتواصل المباشر مع الجمهور.
تنظيم وتعاون مؤسساتي
المهرجان يُنظم من قبل مجلس مدينة جبلة بالتعاون مع مديريات السياحة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وبرعاية محافظة اللاذقية، ليستمر حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري مع إمكانية التمديد. هذا التعاون يعكس جدية الجهود المبذولة لإعادة تنشيط الحركة الاقتصادية وإحياء أجواء المدينة.
إن مهرجان جبلة للتسوق ليس مجرد فعالية اقتصادية عابرة، بل هو حدث اجتماعي وثقافي يعكس إرادة مدينة تسعى إلى استعادة مكانتها وإحياء تراثها. بأجنحته المتنوعة وأسعاره المنافسة وأجوائه الغنية، يشكّل المهرجان مساحة نابضة تجمع بين الأصالة والتجديد، وتؤكد أن جبلة قادرة على أن تكون منصة حيوية للابتكار والتواصل المجتمعي.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info

