في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، تبرز قمة ألاسكا بين الرئيسين بوتين وترامب كمحطة فارقة في إعادة تحديد التحالفات الدولية، خاصة فيما يتعلق بالملف الأوكراني والمصالح الأوروبية. وفي حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم مع الدكتور إليان مسعد، رئيس وفد المعارضة في الداخل إلى مفاوضات جنيف سابقاً، تم تحليل هذه القمة وتداعياتها على المشهد الدولي.
يرى مسعد أن عدم تنفيذ تفاهمات ألاسكا يعكس مخاوف أوروبية عميقة من التقارب الروسي الأمريكي، حيث تدرك الدول الأوروبية أن أي اتفاق بين واشنطن وموسكو سيتم على حساب مصالحها. ويشير إلى أن الولايات المتحدة تورط الأوروبيين في موقف عدائي مع روسيا، بينما تحتفظ هي بقدرة على “قلب الصفحة خلال خمس دقائق” والتحول إلى أصدقاء مع الروس بمجرد تحقيق مصالحها.
على الصعيد الروسي، يكشف التحليل أن موسكو تريد حقاً استئناف العلاقات مع أوروبا، لكن بشروط جديدة تختلف عن الماضي. فإمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا لن تعود كما كانت، خاصة بعد تدمير خطي أنابيب الغاز “نورد ستريم”. ويدعو مسعد إلى تفعيل مجلس الأمن والتعاون الأوروبي كضمانة لطمأنة الأوروبيين، مع التأكيد على أن روسيا تمد يد السلام لكن بشروط تحفظ مصالحها الاستراتيجية.
ختاماً، يؤكد مسعد أن المعادلة الدولية الجديدة تتطلب من أوروبا الاعتماد على نفسها بدلاً من الحماية الأمريكية، وأن تتحول إلى قوة مستقلة قادرة على تحقيق التوازن مع روسيا. ويبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن أوروبا من الخروج من الظل الأمريكي وبناء علاقة متوازنة مع روسيا تحفظ مصالح جميع الأطراف، أم أنها ستظل رهينة الصراع بين العملاقين الروسي والأمريكي؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد شكل النظام العالمي الجديد في العقود القادمة.