في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية، تبرز المفاوضات حول اتفاق أمني محتمل بين دمشق وتل أبيب كأحد أبرز الملفات التي قد تُعيد رسم التحالفات الإقليمية. وفي حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم مع الباحث السياسي مصطفى النعيمي، تم تحليل أبعاد هذا الاتفاق وموقف تركيا منه، في إطار الصراع الإقليمي على النفوذ في سوريا.
يرى النعيمي أن أي اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل سيواجه تحفظات تركية واضحة، حيث تدرك أنقرة أن تعزيز التعاون الأمني السوري-الإسرائيلي سيحد من نفوذها في شمال سوريا. ويشير إلى أن تركيا، كعضو في حلف الناتو وثاني أقوى جيش بري فيه، لن تسمح بتراجع دورها لصالح إسرائيل، خاصة في مناطق مثل سد تشرين ومنبج حيث تتمركز قواتها. ويكشف أن التصريحات التركية الأخيرة التي وصفت الوضع في سوريا بالـ”معقد” تعكس قلقاً حقيقياً من تطورات قد تضرب مصالحها الاستراتيجية.
على الصعيد الأمريكي، يحلل النعيمي أن واشنطن تسعى لتحقيق توازن دقيق بين حلفائها، حيث منحت تركيا تفويضاً محدوداً للتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية، بينما تضغط على إسرائيل للتوصل لاتفاق أمني مع دمشق. ويؤكد أن زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر إلى دمشق حملت رسائل واضحة لتل أبيب بأن سوريا الجديدة تختلف عن سوريا النظام السابق، وأن على إسرائيل الالتزام بالتفاهمات التي تجريها واشنطن مع الحكومة الحالية.
ختاماً، يشدد النعيمي على أن نجاح أي اتفاق أمني سوري-إسرائيلي مرهون بقدرة الأطراف الإقليمية على تجاوز خلافاتها وإيجاد صيغة تشاركية تحفظ مصالح جميع الأطراف. ويبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن سوريا من استغلال هذه المفاوضات لتحقيق استقرار حقيقي يخدم مصالحها الوطنية، أم أنها ستظل رهينة الصراعات بين القوى الإقليمية؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد ملامح المرحلة المقبلة في العلاقات السورية-الإقليمية.