
في سياق التحولات الأمنية المتسارعة، تبرز التحضيرات الأمريكية لعملية عسكرية كبيرة في البادية السورية ضد تنظيم داعش الإرهابي كمحطة جديدة في مسار التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. وفي حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم مع الباحث والمحلل السياسي مصطفى النعيمي أن هذه العملية تأتي في إطار متغيرات إقليمية ودولية بالغة التعقيد، حيث تشكل امتداداً طبيعياً للزيارة التاريخية المتوقعة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن.
يكشف النعيمي عن الاستعدادات السورية للمشاركة في هذه العملية، مشيراً إلى أن حكومة دمشق تلقفت الرسالة الأمريكية بشكل إيجابي، ويتجلى ذلك من خلال سلسلة اللقاءات التي عقدها وزير الدفاع السوري مع كبار الضباط والقيادات العسكرية، بما في ذلك إعادة دمج الضباط المنشقين وخصوصاً من مدينة القصير، مما يعكس جهوزية المؤسسة العسكرية السورية للانخراط في هذه العمليات المشتركة.
في تحليل أعمق لمفهوم الإرهاب في المرحلة الحالية، يشير النعيمي إلى أن المواجهة لم تعد تقتصر على تنظيم داعش فحسب، بل تشمل مجموعات خارجة على القانون تعمل في أراضي الجوار، مع التركيز على التحركات الإيرانية الأخيرة وارتدادات مشروع “وحدة الساحات”. ويسجل أن هناك العديد من المجاميع المسلحة التي ترفض الانضمام إلى المؤسسات العسكرية النظامية في العراق، مما يشكل تحدياً إضافياً للأمن الإقليمي.
في المحور العراقي، يحلل النعيمي إشكالية دمج فصائل الحشد الشعبي في الجيش العراقي، حيث تريد هذه المجاميع البقاء ككتل عسكرية منفصلة، بينما تصر الحكومة العراقية على إعادة تدريبها وانخراطها كأفراد ضمن المؤسسة العسكرية النظامية. ويسجل أن هذا الخلاف يعكس تصادم الرؤى حول طبيعة بناء الدولة ومؤسساتها.
ختاماً، يؤكد النعيمي أن التوجه الدولي الحالي يسعى لإنهاء الأزمات في المنطقة، وأن استقرار سورية لم يعد شأناً داخلياً فحسب، بل له انعكاسات إقليمية واسعة. ويبقى السؤال المركزي: هل ستتمكن سورية من توظيف هذه التحولات الدولية لصالح تعزيز أمنها الوطني واستقرارها الإقليمي، أم أن تعقيدات المشهد وتشابك المصالح سيشكل عائقاً أمام تحقيق هذه الأهداف؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد ملامح المرحلة القادمة في المسيرة السورية نحو الاستقرار وإعادة الإعمار.

