
في خطوة جديدة تعزز الواقع الصحي في محافظة اللاذقية، شهد مشفى اللاذقية الجامعي افتتاح مركز متطور للتصوير بالأمواج فوق الصوتية ضمن مركز الأورام. يأتي هذا المشروع في إطار الجهود المستمرة لتحسين الخدمات الطبية المقدمة لمرضى السرطان، وذلك بالتعاون بين مؤسسة “فرح للإغاثة والعمل الإنساني” ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية، وضمن برنامج “فرح” المخصص لدعم مرضى السرطان وتخفيف معاناتهم.
تحديات مرضى السرطان
يواجه مرضى السرطان في سوريا، ولا سيما في محافظة اللاذقية، معاناة كبيرة في تأمين أدويتهم وجُرعات العلاج الكيماوي، في ظل نقص حاد في الأدوية النوعية وارتفاع أسعارها في الأسواق الخاصة. ومع تراجع توفر الأدوية المجانية في المراكز الحكومية بسبب ظروف الحرب وتداعيات العقوبات وصعوبة الاستيراد، اضطر كثير من المرضى إلى اللجوء إلى السوق السوداء إذ تُباع الأدوية بأسعار باهظة تفوق قدرتهم المادية.

هذه الأزمة جعلت رحلة العلاج عبئاً مضاعفاً، إذ لا يقتصر الألم على مواجهة المرض نفسه، بل يمتد إلى معاناة يومية في البحث عن الدواء وتأمين تكاليفه. ومن هنا تأتي أهمية المبادرات الإنسانية، مثل برنامج “فرح”، التي تسعى لتخفيف هذه الأعباء وتأمين العلاج المجاني أو المدعوم، بما يضمن استمرار المرضى في تلقي جرعاتهم دون انقطاع ويحافظ على فرص شفائهم.
تجهيزات حديثة
يأتي افتتاح المركز استجابةً للحاجة المتزايدة إلى خدمات التشخيص الدقيقة، ولا سيما مع تجاوز عدد المرضى المسجلين في مركز الأورام 45 ألف مريض.
ويضم المركز الجديد جهازاً متطوراً للتصوير بالأمواج فوق الصوتية يتميز بقدراته العالية على إجراء الفحوصات التشخيصية الدقيقة، ما يساعد الأطباء على الكشف المبكر عن الأورام وتحديد الخطط العلاجية المناسبة.
ويمثل هذا التطور إضافة نوعية للبنية التحتية الطبية في المشفى، إذ يسهم في رفع مستوى الدقة في التشخيص وتقليل الوقت اللازم لتقييم الحالات المرضية.

تحسين الخدمات الدوائية
تزامناً مع افتتاح مركز التصوير، تم التقدم بطلب رسمي لاعتماد صيدلية مركزية خاصة بمرضى الأورام، تهدف إلى تأمين الأدوية غير المتوافرة في السوق المحلية وتسهيل حصول المرضى عليها مجاناً أو بأسعار رمزية، وذلك بإشراف مباشر من برنامج “فرح”.
هذه الخطوة تأتي استكمالاً للجهود المبذولة في دعم المرضى وتأمين مختلف احتياجاتهم العلاجية ضمن بيئة طبية متكاملة.
إشادة بالمبادرة
خلال حفل الافتتاح، عبّر الأستاذ الدكتور عبد الناصر رضوان، المدير العام للمشفى، عن امتنانه لمؤسسة فرح على مبادرتها التي وصفها بأنها نقلة نوعية في مجال الخدمات الصحية.
بدوره، أكد سامر المصري، رئيس مجلس أمناء المؤسسة ورئيس برنامج “فرح”، أن هذا المشروع يشكل جزءاً من سلسلة مبادرات تهدف إلى الارتقاء بالرعاية الصحية لمرضى السرطان وتوفير بيئة علاجية إنسانية تراعي احتياجاتهم.
افتتاح مركز التصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمشفى اللاذقية الجامعي، يعد نقطة انطلاق جديدة نحو تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة لمرضى السرطان، وتعزيز قدرات التشخيص والعلاج في المحافظة.
وتجسد هذه المبادرة نموذجاً مميزاً للتعاون بين المؤسسات الصحية والخيرية، ما يعكس روح العمل الإنساني المشترك لخدمة المريض وتخفيف معاناته.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info

