
في خضم التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، تبرز سورية أمام خيارات مصيرية تضع مستقبل البلاد على محك التوازنات الدولية. وفي حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، يرى الإعلامي والكاتب الصحفي أحمد رفعت يوسف أن سورية تواجه مفترق طرق حاسم بين مسار التعافي والاستقرار أو العودة إلى دوامة الحرب والدمار.
يكشف يوسف عن الأهمية الاستراتيجية لسورية التي تتجاوز حدودها الجغرافية، مشيراً إلى أنها دولة رسالة وتشكل نقطة التوازن الاستراتيجي في العالم. ويسجل أن التغيير الذي حدث قبل حوالي عام أدى إلى اختلال التوازنات الإقليمية والدولية، مما جعل سورية تحت مجهر القوى الدولية المختلفة.
في تحليل زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن، يرى يوسف أنها مثلت خطوة كبيرة في اتجاه تعافي سورية، حيث وضعت أسساً جديدة للعلاقات بين البلدين. ويسجل أن الأعمال التخريبية والاشتباكات الأخيرة في دمشق والسويداء تمثل رسائل من قوى متضررة من استقرار سورية، مؤكداً أن هذه المحاولات لن توقف مسيرة التعافي.
على صعيد الخيارات المتاحة، يحلل يوسف الواقع السوري بكل تعقيداته، مشيراً إلى أن سورية أمام خيارين لا ثالث لهما: إما السير مع المجتمع الدولي المؤثر وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، أو العودة إلى مرحلة العقوبات والحصار التي ستكون أشد خطورة من ذي قبل. ويسجل أن الخيار المنطقي يتمثل في المضي قدماً في مسار التعافي رغم صعوبة القرارات المطلوبة.
ختاماً، يشدد يوسف على أن التحدي الأكبر يتمثل في قدرة الساسة السوريين على استخدام عوامل القوة التي تتمتع بها سورية، وأبرزها موقعها الاستراتيجي وتأثيرها الإقليمي، لتحسين موقعها التفاوضي. ويبقى السؤال المركزي: هل ستتمكن سورية من تحويل هذه العوامل إلى أوراق ضغط فعّالة في مفاوضاتها الدولية، أم أن ضغوط الواقع ستفرض عليها تنازلات قد لا تكون في مصلحة الشعب السوري؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد ملامح المرحلة القادمة في المسيرة السورية.

