
في جولة ميدانية إلى مخيمات الساحل السوري، التقى محافظ اللاذقية محمد عثمان، عدداً من الأهالي واستمع إلى مطالبهم بشكل مباشر، في لقاء اتسم بالصراحة والشفافية.
الزيارة جاءت لتسليط الضوء على واقع المخيمات التي تعاني من مشكلات خدمية ومعيشية متراكمة، وللتأكيد على أن الحكومة تتابع أوضاعها وتسعى إلى إيجاد حلول تدريجية. وبين شكاوى السكان ووعود المسؤولين، برزت الحاجة إلى رؤية واضحة تضمن تحسين الخدمات الأساسية وتخفيف معاناة الأسر المقيمة في هذه المخيمات.
المطالب والردود
الأهالي تحدثوا عن معاناتهم اليومية مع نقص المياه والكهرباء، إضافة إلى مشاكل الصرف الصحي والطرقات الترابية التي تزيد من صعوبة التنقل. كما طالبوا بوجود نقاط طبية قريبة لتأمين الرعاية الصحية، وأكدوا على ضرورة الاهتمام بالمدارس وتأمين وسائل نقل للطلاب. بعضهم أشار إلى أن السكن المؤقت لم يعد يلبي احتياجاتهم، وأنهم بحاجة إلى حلول أكثر استدامة تضمن حياة كريمة.

المحافظ أوضح أن هذه الزيارة تهدف إلى الوقوف على الاحتياجات بشكل مباشر، مؤكداً أن هناك خططاً لإعادة تأهيل المرافق الأساسية مع إعطاء الأولوية للمياه والكهرباء. كما شدد على أن المطالب المتعلقة بالصحة والتعليم ستُرفع إلى الوزارات المعنية لضمان سرعة الاستجابة. وأشار إلى أن العمل جارٍ على تحسين الطرق الداخلية وتعبيدها تدريجياً، مع متابعة لتأمين المواد الأساسية عبر برامج الإغاثة.
أبعاد اللقاء
اللقاء عكس حالة من الحوار المفتوح بين الأهالي والسلطات المحلية، حيث عبّر السكان عن مشاكلهم بصراحة، فيما حرص المحافظ على الرد المباشر دون تأجيل. هذا التفاعل يعكس رغبة في تقريب وجهات النظر، لكنه يبرز أيضاً حجم التحديات التي تتطلب إمكانات كبيرة ووقتاً طويلاً لمعالجتها.

هل تتحقق الوعود؟
زيارة المحافظ إلى مخيمات الساحل شكّلت خطوة مهمة لإعادة تسليط الضوء على واقع هذه المناطق المهمشة، لكنها في الوقت نفسه كشفت عن حجم المعاناة اليومية التي يعيشها الأهالي. وبين المطالب الشعبية والوعود الرسمية، يبقى التنفيذ العملي هو الفيصل في الحكم على جدوى هذه الخطط، ومدى قدرتها على تحويل الوعود إلى واقع ملموس يخفف من أعباء الأسر المقيمة في المخيمات.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info

