
أعلنت مديرية الموارد المائية في محافظة اللاذقية عن عودة جريان نهر الكبير الشمالي بعد انقطاع طويل، وذلك بفضل الهطولات المطرية الأخيرة وأعمال التعزيل التي نُفذت في عدة مواقع. هذا الأمر يعكس أهمية الجهود المبذولة للحفاظ على الموارد المائية ودعم القطاع الزراعي في المنطقة، خصوصاً في ظل التحديات المناخية التي تشهدها البلاد.
يُعد نهر الكبير الشمالي شرياناً حيوياً للزراعة في الساحل السوري، حيث تعتمد عليه مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في الري وضمان استمرارية الإنتاج. الانقطاع السابق في جريان النهر كان له أثر سلبي على المزارعين، إذ واجهوا صعوبات في تأمين المياه اللازمة للمحاصيل، ما انعكس على الإنتاجية والدخل الزراعي. ومع عودة المياه، يتجدد الأمل لدى الفلاحين بقدرتهم على الاستعداد لموسم الأمطار وتحقيق نتائج أفضل.

المديرية أوضحت أن أعمال التعزيل شملت إزالة الرواسب والعوائق من مجرى النهر، ما ساهم في تحسين انسياب المياه وضمان وصولها إلى الأراضي الزراعية. هذه الخطوة لا تقتصر على معالجة مشكلة آنية، بل تُعتبر جزءاً من خطة طويلة الأمد لتعزيز جاهزية البنية التحتية المائية في المحافظة. كما أن تزامن هذه الأعمال مع الهطولات المطرية الغزيرة ساعد في رفع منسوب المياه وإعادة الحياة إلى مجرى النهر.
من جانب آخر، يشير هذا الحدث إلى أهمية التكامل بين العوامل الطبيعية والجهود البشرية في مواجهة التحديات البيئية. فالأمطار وحدها لا تكفي إذا لم تُرافقها إجراءات ميدانية مدروسة، والعكس صحيح. لذلك، فإن عودة جريان النهر تمثل نموذجاً ناجحاً لتعاون الطبيعة مع الإنسان في خدمة الزراعة والتنمية المحلية.

كما يعد هذا الحدث، بارقة أمل للمزارعين في اللاذقية، ورسالة واضحة بأن العمل المستمر على صيانة الموارد المائية هو الضمان الحقيقي لاستقرار الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي في المنطقة.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info

