تحولت معضلة الدروس الخصوصية إلى هاجس لدى العائلات السورية، يزداد مع اقتراب موعد امتحانات الشهادة الثانوية و الإعدادية نظراً لارتفاع أجورها بشكل مبالغ فيه، والاتجاه نحوها لأسباب مختلفة، ربما تكون شخصية تتعلق برغبة الأهل بحصول أبنائهم على درجات عالية أو لأسباب تتعلق بمستوى التدريس في المدارس الحكومية مؤخراً.
عند استقصائنا عددا من المعاهد الخاصة في دمشق وريفها تبيّن أن سعر ساعة مادة البكالوريا العلمي يبدأ من 25 ألفاً حتى 50 ألفاً وكذلك للفرع الأدبي، وتتأرجح التعرفة حسب المنطقة.
اما مكثفات المواد فيختلف الأمر إذ تصل تكلفة مكثفة مادة الرياضيات على سبيل المثال في أحد معاهد دمشق إلى 900 ألف ليرة سورية.
طالبة ثانوي (فرع علمي) في إحدى مدارس ريف دمشق قالت لمراسلتنا إنها تخضع لدروس خصوصية مكثفة في عدة مواد أبرزها اللغة الإنكليزية ومادة الرياضيات منذ بداية شهر نيسان بهدف تقوية نفسها وتحقيق حلمها بدخول كلية الصيدلة، يدفع والد الطالبة ٢٥ ألف عن كل ساعة لدرس اللغة الانكليزية و ٣٥ ألف عن كل ساعة لدرس الرياضيات .
أمام هذا الغلاء، يتشارك علي وهو طالب بكالوريا أدبي مع صديقه، بدفع تكلفة الساعة الواحدة لدرس اللغة العربية، فيدفع كل منهما عشرون ألف ليرة سورية كي يخففوا من التكاليف المترتبة على عائلاتهم.
دورات اونلاين..
تعتبر احدى الطرق التي لجأ لها بعض الطلاب للتحايل على الارتفاع غير المسبوق في أسعار الدروس الخصوصية
حيث لجأ بعض الطلاب إلى تقاسم أعباء الدرس الخصوصي من خلال تشكيل مجموعات على تطبيق “واتساب” تضم 4 طلاب والمعلم الخاص بالمادة، وبحيث يدفع كل طالب منهم بين من عشرة الى خمس عشرة ألف ليرة حسب كل مادة، إلا أن هذه الطريقة لا تتيح لهم طرح الأسئلة والاستفسارات.
طلاب جامعيون ينافسون اساتذة الاختصاص
تواصلنا مع مدرّس وضع إعلانه عند صيدلية واستفسرنا عن سعر الساعة، قال المدرس أنه طالب في السنة الرابعة كلية هندسة معلوماتية ومستعد لتقديم دروس لمرحلتي التاسع والثالث ثانوي في جميع المواد العلمية: (فيزيا، كيمياء، رياضيات، علوم.. إلخ)، بالإضافة للانكليزي مشيراً إلى أنه يأخذ على الساعة 10 آلاف ليرة فقط، وذلك مراعاة لأوضاع الطلبة وكونه يرغب فقط بتأمين مصاريف دراسته.
مدرسة علوم في احدى مدارس دمشق (خبرة تدريس خمسة عشرة عاما) اوضحت لشام نيوز أن طلاب الجامعات ليس لديهم خبرة في التدريس ولا في المنهاج وليس لديهم فكرة عن طريقة وضع أسئلة الامتحانات فكيف لهؤلاء أن يدرسوا طلابا لديهم مستويات مختلفة من الاستيعاب ويتعاملوا معهم، مؤكدة بأنهم ينتظرون موسم الامتحانات بفارغ الصبر للحصول على دخل إضافي يعيلهم خلال العام لكن منافسة طلاب الجامعات لهم جعل دخلهم يتراجع نوعا ما.
في هذا السياق المتعلق بالغلاء وعدم ضبط اسعار الدروس الخصوصية كشف مدير التعليم الخاص في وزارة التربية راغب الجدي بأن وزارة التربية تشرف للمرة الأولى على عمل المعاهد الخاصة المرخصة، موضحاً أنها ارتأت هذا العام أن يكون هناك ضبط لعمل هذه المعاهد وفق أجور تعليمية محددة حتى لا تتجاوز الأقساط التعليمية الممنوحة لأصحاب المدارس التعليمية الخاصة وتتراوح الأجور بين مليون ونصف إلى مليونين للفرع العلمي ومليون و300 ألف إلى مليون و700 ألف للفرع الأدبي، وأيضاً تم تحديد أجور الصف التاسع بين 700 ألف إلى مليون، وذلك مابين الريف والمدينة تحقيقاً للعدالة.
ونوه إلى أن «وزارة التربية لديها دورات تعليمية شبه مجانية مستمرة طوال العام بالتعاون مع نقابة المعلمين واتحاد شبيبة الثورة بأجور زهيدة جداً لمن يرغب باتباعها لترميم الفجوة التعليمية».
كما أشار إلى تحديثات مهمة جداً في الأنظمة والقوانين التعليمية في الأيام القادمة ومنها تسهيلات لعمل المدرسين في المدارس الخاصة.
رولا أحمد _دمشق
Sham-news.info