تظاهر عشرات التونسيين، السبت، بمناسبة إحياء يوم الأرض الفلسطيني، منددين بالصمت العربي تجاه العدوان على قطاع غزة والدعم الغربي لدولة الاحتلال الإسرائيلي رغم جرائمها المتواصلة ضد الفلسطينيين.
وجاءت المسيرة الاحتجاجية بدعوة من اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين، حيث ردد المحتجون شعارات من قبيل “غزّة رمز العزّة” و”لا صلح لا اعتراف لا تفاوض” و”الشعب يريد تجريم التطبيع”، وأخرى تطالب بطرد سفراء الدول الغربية الداعمة لإسرائيل.
وقال سمير الشفي الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل، في تصريح للصّحافيين: “مهما بدت نتيجة المقاومة قاسية ومفجعة غير أنه لا بديل عنها لنصون الأرض والحرية والكرامة والمستقبل لأمّتنا العربيّة”، مشيراً إلى أنّ “كل شعوب العالم العربيّة منها والغربيّة انتفضت نصرة لفلسطين وغزّة”.
وأضاف: “ورقة التوت سقطت عن النّظم الغربيّة التي لطالما تشدّقت بحقوق الإنسان وقيم الانسانية والدّيمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، كما سقطت ورقة التوت عن الأنظمة العربيّة المطبّعة التي انخرطت دون خجل من شعوبها في التعامل مع هذا الكيان اللّقيط”.
وتابع الشفي: “المطالب اليوم هي عقد قمّة عربيّة عاجلة واتخاذ إجراءات فوريّة لعلّ من أبرزها استعمال سلاح النّفط وتفعيل مبدأ الدّفاع المشترك”، مؤكّداً أنّ “الجماهير العربيّة تطالب بوقف قطار التطبيع الذّي ما فتئ يزحف على كلّ الشعوب العربيّة، وداعياً كلّ جماهير الأمّة العربيّة للانتفاض من أجل إسناد المقاومة في هذا الرّبع ساعة الأخير من الملاحم البطوليّة التي يواجهها شعب غزّة والفلسطينيون كلّ يوم”.
وقال زهير المغزاوي الأمين العام لحركة الشعب: “نحن الآن بصدد إعداد قافلة مغاربيّة للذّهاب إلى غزّة والأمور تقدّمت بشكل كبير، وهذا أقلّ ما يمكن أن نفعله لشعب الجبّارين”.
واعتبر أنّ “الحكّام العرب في غيبوبة كبيرة وهم خونة وعملاء، حيث إنّ شعب غزّة يباد وستّ من الدّول العربيّة المطبّعة مع الكيان الصّهيوني لم تهدّد حتّى بمجرّد طرد السّفير”، مؤكّداً أنّ “الكلمة اليوم للشعوب العربيّة وشعوب العالم الحرّة التي تتظاهر وتعزل هذا العدّو الصّهيوني”.
وقال القيادي في حركة البعث، صهيب المزريقي، إن “فلسطين تسطر اليوم ملحمة أسطورية بطولية على الميدان والواقع الفلسطيني وتعيد تشكيل إنسانية جديدة لامسناها في الشعوب الغربية التي تشكل لها وعي إنساني جديد مناصر للحق الفلسطيني”، مضيفاً أنّ “الشعب التونسي اليوم خرج ليعبر على دعمه ومساندته لفلسطين وشعبها ضد الإبادة الجماعية ويذكّر أبناء الشعب الفلسطيني أنهم ليسوا وحدهم وننتصر لهم دوماً وأبداً”.
ودعا حمة الهمامي، الأمين العام لحزب العمل، إلى تشكيل “جيش التحرير الشعبي الفلسطيني”، مشيراً إلى أن “توحيد قوى المقاومة سيكون اللّبنة الأولى والأساسيّة لجيش التحرير الشعبي الذي يتمتّع بقيادة مركزية واحدة تضبط له التكتيكات الملائمة للواقع الفلسطيني الذي يختلف عن واقع حركات التحرّر الأخرى، وما من شكّ في أن توحيد المقاومة المسلحة سيسهّل توحيد صفوف الشعب الفلسطيني لا في غزّة فحسب وإنما في كافة مناطق وجوده، حول راية واحدة وسياسة واحدة صلب جيش شعبي واحد ينضّم إليه الجميع”.
وأضاف، في مقال على صفحته في موقع فيسبوك: “إنّ القيادات السياسية لفصائل المقاومة، وفي مقدّمتها حماس والجبهتان والجهاد، مطلوب منها التّفكير في “اليوم التّالي” للمعركة الحاليّة بكلّ أبعاده التكتيكيّة المباشرة والاستراتيجيّة حتّى لا تنهمك في الآني فقط. إنّ مكتسبات المواجهة الحالية العسكريّة والسياسيّة والمعنويّة لن تضيع مهما كانت نتائجها المباشرة في مستوى الخسائر البشريّة والماديّة. فمن المؤكّد أنها ستجد الحاضنة التي تلتقفها لتستخلص منها الدرس وترتقي بها إلى مرحلة جديدة تقرّب من نقطة الفصل النهائي مع الاحتلال الغاصب الآيل إلى زوال طال الزمان أو قصر. فلا تحرير للأرض من النّهر إلى البحر ولا إقامة للدولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس دون تضحيات، ولا كرامة دون معاناة وآلام في هذا العالم الذي تتحكّم فيه وحوش الإمبريالية وكواسرها”.
وتابع الهمامي: “إن قوى المهادنة والردّة بدأت ترفع صوتها لإدانة المقاومة وتحميلها مسؤولية “نكبة ثانية” مزعومة متوهّمة أنها ستستثمر آلام “شعب غزة” الأبيّة لتبسط نفوذها عليه من جديد بدعم من الصهيوني النازي والإمبريالي الأمريكي المتوحّش والرجعي العربي الساقط النّذل. إن النكبة الحقيقية لا تتأتّى من المقاومة وإنّما من المهادنة والتنازل والسجود للعدو الغاصب”.