مرحلة جديدة تبدا في سورية مع انتخاب قيادة جديدة لحزب البعث العربي الاشتراكي الحزب الحاكم منذ العام 1963 في سورية وانتخاب الرئيس بشار الأسد أمينا عاما لحزب البعث العربي الاشتراكي، وابراهيم حديد أمينا عاما مساعدا وهو شخصية أكاديمية يمتلك خبرة في قيادة العمل الحزبي وكان يشغل منصب رئيس فرع جامعة حلب،
الكثيرون مما كانوا يعتقدون أنهم سيكونون من الأربعة عشر المنتخبة للقيادة المركزية غابوا عن الصورة وبقي بحكم مناصبهم رئيس الحكومة ورئيس مجلس الشعب .
هي مرحلة تختلف عن كل المراحل السابقة التي مرت بها البلاد في طريقة الانتخاب وفي أسلوب العمل وفي المصطلحات ووصولا الى الأهداف. فالحرب الإرهابية الطويلة منذ العام 2011 وحتى الآن غيرت حياة السوريين جميعا دمرت وقتلت وهجرت وجرحت وأفقرت وتركت آثارها وندوبها وتداعياتها السلبية على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وأصبح التغيير والتجديد ضرورة وليس خيارا واصبحت عملية محاربة الفساد مهمة ملحة لإنقاذ الوطن بعد دحر الارهاب، وقد عكست كلمة الرئيس بشار الأسد خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب هذه الإرادة.. إرادة التجديد، تناول عبرها جميع جوانب الحياة الحزبية والسياسية والاقتصادية وكشف عن منظومة من الأفكار والمبادرات الجديدة والتي ترسخ قيادته للدولة والمجتمع ليس بصفته رئيسا للجمهورية فحسب بل قائدا للحزب.
وضع الرئيس الأسد الجميع أمام مسؤولياتهم من خلال الحوار والنقاش الذي استمر عدة ايام تمت خلاله حسم القضايا الملحة التي تحتل مرتبة الأولويات وفي مقدمتها العلاقات السياسية مع الدول العربية والوضع الاقتصادي و المعيشي ومحاربة الفساد على كافة المستويات، ومن الواضح أن الأفعال كانت قد سبقت الأقوال، فالموقف الذي أعلنه الرئيس من المقاومة ودعمها والوقوف إلى جانبها لايحتاج الى إثبات أو إيضاح، ومحاربة الفساد واتخاذ الاجراءات الكفيلة بوضع حد للفاسدين كانت أيضا واضحة من خلال الانتخابات الحزبية نفسها ومن خلال حملات التنظيف التي تقوم بها أجهزة الدولة لمحاسبة ومعاقبة الفاسدين في كل مفصل من مفاصل العمل وفي كل مؤسسة .
القيادة الحزبية الجديدة ضمت أسماء أكاديمية وحزبية واقتصادية وثقافية متنوعة فيما غابت أسماء كان البعض يتوقع وجودها في المرحلة القادمة.
من المؤكد ان الاهتمام الواسع بالانتخابات الحزبية وبالقيادة الجديدة من قبل المواطنين والشارع السوري يعكس بالدرجة الاولى ما ينتظر هذا الشارع من القيادة من عمل كبير وحقيقي فعليها مهمة القيام بتعيينات تطال مفاصل هامة في الحزب والدولة والمؤسسات
انتخاب القيادة المركزية الجديدة ليس قضية منفصلة عن الحياة السياسية في البلاد بالنظر الى الدور الذي لعبه الحزب منذ الاستقلال حتى الان في ترسيخ الوحدة الوطنية فهذه الانتخابات تتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في حزيران القادم وعلى تشكيل حكومة جديدة مهمتها الأساسية إعادة التوازن الى الحياة الاقتصادية في البلاد وتقليص الفارق بين الأجور والأسعار وتحقيق الأمن الغذائي للمواطن السوري وزيادة الانتاج ووقف الفساد، فالمواطن السوري لم يعد يفرحه شيىء اكثر من محاسبة فاسد او معاقبة تاجر يرفع الأسعار ويحتكر المواد ..
ينتظر القيادة الحزبية الجديدة الكثير من المهام والعمل على المستوى الوطني وعلى كافة المستويات وبخاصة على الصعيد التنظيمي، فالحزب فقد الكثير من الكوادر ونزف الكثير من الدماء خلال الحرب ومن المؤكد ان مكاتب الحزب ستشهد في المرحلة القادمة نشاطا كبيرا تنظيميا، عدا عن الاهتمام بالاعلام والتربية والرياضة والعمال والفلاحين والنقابات المختلفة .