في حديث لشبكة شام نيوز إنفو، أكد المختص في الشؤون الإسرائيلية، غسان محمد، أن الكيان الصهيوني يمر بحالة من الإرباك على مستوى الشارع ودوائر صنع القرار. وقد أشار إلى تقرير صحيفة “يديعوت أحرنوت” الذي أكد أن أكثر من عشرة آلاف جندي إسرائيلي ممن شاركوا في الحرب الحالية باتوا بحكم المعاقين، وهناك أيضًا الآلاف ممن يعانون من حالة ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى حالات انتحار عديدة داخل صفوف قوات الاحتلال.
أكد الصحفي غسان محمد أن نتنياهو يقود المعركة لاعتبارات شخصية، ويريد المحافظة على الثلاثي اليميني المتطرف كورقة بيده لمرحلة ما بعد الحرب، وهي ورقة قد تعطيه القدرة على المناورة. أشار غسان إلى مشاهد الجندي الإسرائيلي الأسير المنهار، ونقل عن الجنرال إسحاق بريك قوله إن إسرائيل خسرت الحرب عسكريًا وعلينا مواجهة الحقيقة، وهي أن نتنياهو يقود إسرائيل إلى هاوية اقتصادية وسياسية.
خلص المحلل السياسي غسان محمد إلى أن الحل الوحيد في إسرائيل للخروج من المأزق هو إبعاد بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة من المشهد، والبحث عن بديل سياسي وحكومة طوارئ تتولى إدارة الأمور في الوقت الحاضر. هذا الرأي يعتقده معظم الإسرائيليين، وفق ما أشار إليه استطلاع للرأي نشرته صحيفة بريطانية، والذي أظهر أن 70% من الإسرائيليين يفضلون اليوم إزاحة نتنياهو واليمين المتطرف باعتباره الطريقة الوحيدة التي قد تشكل خشبة الخلاص لإنقاذ الكيان الإسرائيلي من المأزق المسدود الذي يتخبط فيه.
حول اعتراف الدول الأوروبية مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية، اعتبر الكاتب حسام شعيب أن إسبانيا دعت منذ أشهر لعقد مؤتمر سلام حول موضوع حل الدولتين. اليوم، واشنطن تطرح حل الدولتين في إطار المفاوضات. وأشار شعيب إلى أن حماس أعلنت استعدادها لوقف العمليات والاعتراف بإسرائيل والتحول إلى حزب سياسي، وهذه ورقة تفاوضية أحرجت حكومة نتنياهو التي كانت تقول إن حماس ستواصل هجماتها وإنه لا طائل من وقف إطلاق النار.
وأشار شعيب إلى تساؤلات حول الجدوى من دعم مجرمي حرب يقتلون الأطفال والنساء في غزة، في وقت يبحث بايدن عن فوز وهناك 13 مليون ناخب يدعمون الحزب الديمقراطي الذين يتحولون إلى دعم ترامب بسبب الحرب على غزة.
حول التبريرات الإسرائيلية بشأن الجرائم المرتكبة ضد الأطفال والنساء، قال المحامي المختص بالقانون الدولي، نعيم أقبيق، في مداخلة له ضمن برنامج المحلل، إن المبدأ في قانون الحرب هو مبدأ التمييز والتناسب. يجب أن يكون هناك تمييز بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية. الأهداف العسكرية هي التي يجوز مهاجمتها حتى تحقيق النصر، بينما الأهداف المدنية لا يجوز مهاجمتها إلا في حال استخدامها لأغراض عسكرية.
وأوضح أقبيق أن على القائد العسكري التمييز بين المناطق التي يتواجد فيها مقاتلون والمناطق التي لا تضم مقاتلين. عليه أن يميز الأشخاص العاجزين عن القتال بسبب مرضهم أو عجزهم، وعناصر الخدمات الإغاثية والطبية والدينية، الذين يجب حمايتهم. كما عليه أن يميز قبل أن يستهدف أي موقع، ويجب أن يكون لديه مبدأ التمييز.
أما مبدأ التناسب، فيشير إلى أن الإفراط في استخدام القوة العسكرية ووسائل القتال بحجم لا يتناسب مع الميزة العسكرية والغايات المباشرة المقصودة والمتوخاة من استخدام هذه القوة يعد عنفا مفرطا. هذا العنف المفرط تمثل في الأحداث الأخيرة في رفح. ينص قانون النزاعات المسلحة على أن إدارة العمليات العسكرية يجب أن تبذل جهدًا دائمًا لتفادي السكان المدنيين، وعليها اتخاذ كل الاحتياطات المستطاعة لتجنب إحداث خسائر في أرواح المدنيين.
في تعليقه على المناطق التي يحرم استهدافها خلال الحروب، أكد الأستاذ حسام شعيب أن هذه القوانين تنطبق على الحروب بين الدول، مشيرا إلى أنه في الحالة الفلسطينية هناك جيش احتلال وشعب يدافع عن حقوقه وأرضه. غزة هي أرض محتلة، ويجب على المجتمع الدولي أن يتفهم هذا الواقع وأن يتخذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين وإنهاء الاحتلال.