سوريا تستنكر بشدة سياسة الانتقام الأوروبية والأمريكية ضدها بهدف إطالة أمد الأزمة عبر استخدام ورقة اللاجئين لزيادة الضغوط عليها.
رغم كل العراقيل الأمريكية والغربية، لا يزال المسار الوطني الذي حددته الحكومة السورية بالتعاون والتنسيق مع روسيا الاتحادية لإعادة اللاجئين السوريين يشكل أحد المسارات الهامة لعمل الدولة السورية باعتباره أولوية لإعادة الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية بعد 13 عامًا من الحرب. ملايين السوريين في تركيا والأردن ولبنان وعدد من دول العالم يعيشون في مخيمات وفي أماكن مغلقة، يواجهون مصيرًا مجهولًا في حياتهم ومستقبلهم دون خدمات وصحة وتعليم، ممنوعين من العودة إلى بلادهم بقرار سياسي تحت غطاء إنساني تتبجح به الدول الأوروبية التي تواصل استخدامهم كرهائن وورقة ضغط سياسية على الحكومة السورية. إنها سياسة الانتقام والحقد والكراهية التي تمارسها الولايات المتحدة والدول الأوروبية ضد سوريا بشكل خاص وضد كل دولة تقف في وجه السياسات الغربية، وبخاصة روسيا وإيران اللتان دحرتا مع الجيش السوري الإرهاب المدعوم من الغرب. الأمر الذي مكن الدولة السورية من الصمود والبقاء وعدم السقوط، وبالتالي فشل المخطط الإرهابي لتقسيم البلاد وإسقاط حكومتها.
تحت العنوان الإنساني وتقديم المساعدات إلى اللاجئين السوريين، عقد الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع الماضي اجتماعه الثامن لما يسمى الدول المانحة بمشاركة وزراء خارجية عرب والأمم المتحدة ومؤسسات دولية، دون مشاركة الحكومة السورية. تم خلاله تخصيص مليارين ونصف المليار يورو بمثابة رشوة لحكومات تركيا والأردن ولبنان لمنع عودة اللاجئين السوريين لعام آخر، منها مليار لتركيا التي ترعى عشرات التنظيمات الإرهابية ولا تخفي أطماعها في الأراضي السورية وهي تحتل فعليًا أجزاء منها تحمي فيها الإرهابيين، خاصة في مناطق إدلب وشمال حلب. لم تنجح كل الجهود التي بذلتها روسيا وإيران خلال اجتماعات أستانا لإخلاء إدلب من الإرهاب بسبب الموقف التركي المتعنت المستفيد من اللاجئين السوريين بمليارات الدولارات، حيث تستخدم تركيا اللاجئين كما الاتحاد الأوروبي للمساومة والضغط على الحكومة السورية لإطالة أمد الأزمة وتحقيق أهداف لم تتمكن من تحقيقها خلال سنوات الحرب الطويلة.
اشتراط الدول الأوروبية تقديم الأموال إلى حكومات الدول التي تستضيف اللاجئين وحجبها عن الحكومة السورية والشعب السوري هي سياسة عدوانية خطيرة مفضوحة يتبعها الاتحاد الأوروبي لزيادة معاناة السوريين وسلبهم حقوقهم ووطنهم وإبقائهم في المخيمات وعدم السماح لهم بالعودة بهدف تحقيق أجندات سياسية باتت معروفة منها حماية مصالح الاستعمار وإسرائيل. وهو أسلوب مكشوف للانتقام من سوريا وشعبها، لذا جاء الرد السوري على هذه السياسة باستنكار وشجب دعوة مؤتمر بروكسل اللاجئين السوريين إلى عدم العودة إلى وطنهم.
سوريا قالت إن الأموال التي تم تخصيصها كان الأجدى أن تُمنح للحكومة السورية التي استطاعت أن تعيد أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ حتى العام 2021 رغم العراقيل ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وسوريا اليوم مصممة على إعادة جميع اللاجئين وسحب هذا الملف من أيدي العابثين بالتعاون مع الأمم المتحدة التي بدأت تتلمس طريقها بعد حرب غزة وأوكرانيا وتستعد لمرحلة ما بعد الهيمنة الأمريكية الأوروبية على العالم.