الأنواع الشعبية من سكاكر العيد أكثر مبيعاً … قلعجي: حركة السوق لا تتعدى 30% وهذا العيد الضيافة تعتمد على البوظة والفواكه
أصوات الباعة العالية تعلو المكان، والناس في تدفق مستمر، مع انتشار البسطات هنا وهناك على أمل اصطياد زبون دسم كنوع من الاستفتاحية عادة اعتادها التجار عند البيع، هذا هو المشهد في سوق الحميدية الذي شهد منذ بداية الأسبوع حركة نشطة، مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك ، ليبدو وكأنه خلية نحل لشدة الازدحام والاكتظاظ.
السكاكر الشعبية مرغوبة
يقول محمد الإبراهيم تاجر في سوق البزورية : اعتاد السوريون شراء ضيافة العيد كطقوسٍ من طقوس الاحتفال بالأعياد، ولكن يبدو أن عيد الأضحى هذا العام شهد تغييراً جذريًا مثل غيره من الأعياد، حيث غابت العديد من العادات والتقاليد والطقوس فيه، نتيجة لارتفاع أسعار السلع في الأسواق، انخفض معدل الطلب والشراء، وفضلت العائلات شراء الأنواع الشعبية وغير المكلفة من سكاكر العيد، بدلاً من الأنواع باهظة الثمن ذات الجودة المتوسطة والعالية.
لافتاً، إلى تعدد الأصناف والأسعار تناسب شريحة ذوي الدخل المحدود، ومع ذلك تبدو مرتفعة حتى على هذه الشريحة، لذلك اختصرت الكميات فالذي كان يشتري كيلو أصبح اليوم يطلب النصف كيلو والبعض يرغب بالتشكيل ما بين السكاكر و”النوكا” والقليل من الشوكولا ذات النوع المتوسط نخب ثانٍ كما نطلق عليه بمبلغ لا يتعدى 150 ألف ليرة.
وفي سياق متصل يؤكد عبد الله النابلسي صاحب محل حلويات أن حركة السوق لا تتعدى 30% ، فمعظم الزبائن يقومون بتشكيلة تتراوح ما بين 50- 150 ألفاً حسب قدرته المادية ولكنها تشكيلة جيدة بأنواعها وجودتها، فالبعض يشترون السكاكر والشوكولا بدلاً من الحلويات، بسبب عدم قدرتهم على شراء الحلويات العربية التي تعدت أسعارها 300 ألف، كما أن بعض الأُسر لم تستطع حتى شراء الأنواع الشعبية من سكاكر العيد، ليقتصر استقبالهم في هذا العيد على القهوة المرة والشاي والمعجنات والعصائر ذات النوعية الرديئة، فالضيافة تعدّ من الرفاهية في ظل انشغال الأهالي في تأمين المستلزمات المعيشية الأساسية.
البوظة والفواكه بدل الحلويات
في الماضي كانت أم بسام ذو الستين عاماً تشتري أنواعًا مختلفة من الضيافة كالشوكولا والراحة بالفستق الحلبي والتمر المحشي بالمكسرات وغيره العديد تتحدث قائلة: تغير الزمن، كنا نشتري كميات وأنواعًا مختلفة وبأسعار منخفضة جداً، اليوم بات الأمر مقتصرًا على السكاكر والنوكا والراحة والبسكويت فهي تعتبر أرخص مقارنة بأسعار المحلات وتفي بالغرض في ظل عدم القدرة على الشراء من المحال الأخرى.
أما بسمة وهي معلمة لغة عربية فقررت هذا العيد شراء أنواع عديدة من الفواكه بدل الحلويات والسكاكر حيث أشارت لـ” تشرين” إلى أن الأسعار مرتفعة جداً فمبلغ 100 ألف قادرة على شراء عدة أنواع من الفواكه وهي تبقى أفضل للصحة وللأطفال لذلك قررت اتباع هذه الإستراتيجية هذا العيد.
ويتراوح سعر كيلو الشوكولا من النخب الثالث ما بين 50 و90 ألف ليرة، والنخب الثاني ما بين 100 و200 ألف ليرة سورية في حين يتراوح سعر كيلو الشوكولا من النخب الأول بين 250 و400 ألف ليرة كما أن سعر كيلو السكاكر من النخب الثاني يتراوح بين 25 و50 ألف ليرة، والنخب الأول بين 75 و100 ألف ليرة، في حين تراوحت أسعار الكرميلا بين 30- 70 ألف ليرة والبسكوت بين 15- 35 ألف ليرة، وسعر كيلو الراحة المحشية بالفستق الحلبي 450 ألف ليرة والراحة باللوز 350 ألف ليرة وتراوح سعر الملبس ما بين 40- 80 ألف ليرة بحسب النوع والحجم ووصل سعر الكيس المغلف من السكاكر الذي لا يتعدى 400 غرام 25 ألف ليرة.
حركة السوق 30%
رئيس الجمعية الحرفية للحلويات والبوظة والمرطبات في دمشق بسام قلعجي أكد في تصريح إلى أن الطلب على الحلويات متدنٍ بصورة كبيرة نظراً لغلاء الأسعار، بشكل كبير حيث وصل سعر كيلو من نوع الماركة إلى 700 ألف، وهذا النوع خاص بطبقة الأغنياء ، وتوجد أنواع وصل سعرها إلى 350 ألف ليرة و تعد مرتفعة أيضاً ،وهناك أنواع ذات جودة سيئة وهي التي يتجه إليها المعظم لانخفاض أسعارها.
وأضاف قلعجي، قفزت الأسعار بنسبة 100% عن العيد الماضي، لذلك فإن حركة السوق لا تتعدى 30% على أمل أن تتنشط قبل العيد بيومين لافتاً إلى أن هذا العيد الأغلب سيعتمد على ضيافة البوظة أو الفواكه بحكم فصل الصيف ويعد بموسمه أرخص من الحلويات والشوكولا ، لافتاً إلى أنّ الإقبال على الأنواع الشعبية أكثر من غيرها نظرًا لانخفاض سعرها، فالأهالي يسألون عن الأنواع التي يكون عدد قطعها أكثر، ورغم ذلك يشترون ربع احتياجهم.
مبيناً أن حوالي 60 % من ورشات الحلويات متوقفة عن العمل بسبب انخفاض الطلب نتيجة قلة أعداد المستهلكين، ووضع الكهرباء، وارتفاع اسعار المواد الأولية من سكر وطحين وسمون وزيوت ومكسرات وغيرها.